بيروت – ليال خروبي – NPA
ورقةٌ تلوَ أخرى تسقطُ من الإتفاق النووي الإيراني الذي وقعته طهران مع المجموعة الدولية في فيينا عام 2015، وذلك بعد تعليق إيران العمل بتعهدين في الاتفاق تزامناً مع الذكرى السنويّة لانسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منه.
وجاءَ تزخيمُ المشهدِ السياسي والاقتصادي بين اللدودين الأمريكي والإيراني على وقعِ تحشيدٍ عسكريّ أمريكي في الخليج.
ستاتيكو اللاحرب واللامفاوضات القائم حالياً يشكّل حلبةً خصبةً لاستحضار أوراق القوة المباشرة أو بالإنابة، فإيران تراهن على ما تعتبره عوامل قوة لها في المنطقة وخاصة في العراق وسوريا ولبنان واليمن لتواجه بها الولايات المتحدة، في وقتٍ ألمح أكثرُ من مسؤولٍ أمريكيّ إلى أنَّ لبنان وحزب الله سيكونون ضمن أهداف الردّ على إيران، فهل سيكون لبنان ساحةَ مواجهةٍ حقيقية بين طهران وواشنطن؟
في هذا الإطار يوضحُ الكاتب السياسي اللبناني حازم الأمين لـ”نورث برس”: “حتى الساعة لم تتبلور سياسة أمريكيّة جليّة تجاه لبنان، وليس مؤكداً أن لبنان ككلَ سيكون هدفاً للعقوبات الأمريكية، فواشنطن لم تضع حداّ فاصلاً بعد بين المنظومة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لحزب الله وبين الدولة اللبنانية”، وعلى العكس من ذلك يؤكد الأمين :”هناك رغبة أمريكية بالبقاء على استقرار لبنان لأنه يؤدي أكثر من مهمة ضرورية على رأسها قضية اللاجئين”.
وفيما يتعلق بموقع لبنان الرسمي في رقعة المواجهة، يلفتُ الأمين إلى أن العراق الذي حيّد نفسه عن ساحة الصراع في وقتٍ “لا تستطيع الحكومة اللبنانية أن تستقلّ عن موقف حزب الله بل إن الحزب ممسكٌ بالقرار الرسمي اللبناني” عازياً ذلك إلى ما أسماه تقاسمْ نفوذ بين وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل الذي يتصدر الداخل اللبناني في وقتٍ يمسكُ الحزبُ بمقاليدِ الخارج.
أمّا عن احتمال تسخين الجبهة الشمالية بين إسرائيل وحزب الله فيستبعد الأمين ذلك لأن موازين القوى العسكرية لإيران في لبنان وسوريا ليست لمصلحتها، على حد قوله.

من جانبه يؤكّد المحلل السياسي اللبناني فيصل عبد الساتر لــ”نورث برس” أن “لبنان ليس معزولاً عن المنطقة وأي تصعيد بين طهران وواشطن سينعكس بالتأكيد على الساحة الداخلية اللبنانية ولكن ليس بالسياق المباشر بل بكون لبنان ساحة أساسيّة من ساحات المنطقة”، ويشدد عبد الساتر على أن أي مواجهة عسكرية لن تنتهي باحتكاكٍ بسيط بل بحربٍ على مستوى المنطقة لأنه ليس من السهولة بمكان ان يتقبل الإيراني الضربة، مستبعداً في الوقتِ نفسه احتمال اندلاع مواجهة عسكريّة.
أما عن قرار لبنان الرسمي، فيرى عبد الساتر” اذا كانت أمريكا تعتبر لبنان وحزب الله توأمان فذلك مرتبط بالدرجة الأولى بإسرائيل وليس بواشنطن وما العقوبات الأميركية إلا تقليم لأظافرالحزب ومحاولة إنتاج واقع لبناني يمكن أن يؤثر على قاعدته الشعبية وذلك ليس له علاقة بإيران”، وأعرب عبد الساتر عن اعتقاده بأن “صدور موقف لبناني رسمي محايد لا يعني بالضرورة أنه محيّد عن التصعيد في المنطقة”.


يذكرُ أن واشنطن فرضت الشهر الماضي حزمة جديدة من العقوبات على شخصيات لبنانية وشركات تتهمها بأنها تابعة لحزب الله أو تسهم في توفير الأموال له، كما خصصت وزارة الخزانة الأميركية مبلغ عشرة ملايين دولار لمن يقدم معلومات عن شبكات الحزب المالية.