باحث إيراني يستبعد "مواجهة شاملة" بين إسرائيل وحزب الله جنوبي لبنان
نورث برس
استبعد الكاتب والباحث في الشؤون الإيرانية مصدق بور، احتمالية وقوع حرب بين اسرائيل وحزب الله اللبناني في الوقت الراهن، على خلفية توترات شهدتها منطقة جنوب لبنان خلال الأيام الأخيرة، واعتبر أن ما يحدث مؤخراً على الحدود الاسرائيلية اللبنانية "حرب وهمية لا أساس لها".
وأشار "بور" في اتصالٍ مع "نورث برس"، إلى أن الداخل الإسرائيلي ملتهب، وشهد مؤخراً احتجاجات ضد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، تطالب باستقالته ومحاكمته وأن أي مواجهة مع لبنان قد تؤدي الى المزيد من الضغوط الداخلية والخارجية على إسرائيل.
وشهد الجنوب اللبناني خلال الأيام الماضية تصعيداً عسكرياً لافتاً، حيث استهدف الجيش الإسرائيلي مواقع على الحدود اللبنانية قال إنه رصد فيها محاولة تسلل من قبل عناصر من حزب الله.
وأضاف "العمليات الأخيرة والقصف الإسرائيلي أظهرت أن إسرائيل وحدها كانت تطلق النار، ولم يحدث أي اشتباك مع رجال المقاومة ولكن صمت المقاومة وعدم إصدار أي بيان في وقتها كان بمثابة صاعقة على إسرائيل"، بحسب تعبيره.
وتأتي هذه الأحداث على خلفية مقتل عنصر من حزب الله اللبناني يدعى علي كامل محسن أثناء قصف إسرائيلي على محيط مطار دمشق الدولي قبل نحو أسبوع.
ونقلت وكالة "رويترز" عن وسائل إعلام إسرائيلية أن حزب الله نفذ عملية ضد الجيش الإسرائيلي في منطقة مزارع شبعا، رداً على هجوم صاروخي إسرائيلي في سوريا أدى إلى مقتل أحد مقاتلي الحزب.
وقال الباحث الإيراني مصدق بور، إن رد حزب الله يعتمد على تصرفات الجانب الاسرائيلي وأن "أيّ حماقة قد ترتكبها اسرائيل" ستؤدي إلى مواجهة شاملة تعجز عن خوضها.
وأضاف أنه إذا ما حدثت مواجهة واسعة بين الطرفين ستكون مختلفة عن "حرب الأيام الستة"(وهي حرب نشبت بين إسرائيل ودولاً عربية عام 1967)، "المقاومة في لبنان وضعها مختلف تماماً عن تلك الدول".
وحول استراتيجية حزب الله التي يسميها البعض "الصمت القاتل" أو "الغموض الجديدة"، قال "بور"، "توهّم العدو وتخبطه في إطلاق الشائعات والفبركات الإعلامية يكشف يد حزب الله في الحرب النفسية وتأثيرها الكبير حيث اربكت حساباتهم العسكرية"، حسب تعبيره.
وفي وقتٍ سابق، أصدر حزب الله بياناً قال فيه "لم يحصل أي اشتباك أو إطلاق نار من طرفنا، وإنما كان من طرف واحد فقط هو العدو الخائف والقلق والمتوتر".
وتابع الكاتب الإيراني "الاسرائيليون يعيشون في حالة خوف وهلع من رد حزب الله المحتوم" ، وأشار إلى أنهم "بعثوا وسطاء دوليين ليعبروا عن أسفهم إزاء مقتل علي محسن في سوريا وأنهم لم يكونوا بصدد قتله".
وألمح إلى أن حزب الله يقوم حالياً بتحضير "انتقام موجع" و"لكنه يعتقد أن الانتظار أشد من القتل وهذا ما تبين من خلال إرسال الاسرائيليين تعزيزات عسكرية طيلة الأيام الأخيرة إلى الحدود اللبنانية".
وعبر عن اعتقاده أن "هذا الانتظار لن يطول أكثر، لأن إطالته لا يخدم التكتيكات التي يعتمدها حزب الله، وبناءً على ذلك فرد حزب الله على جرائم الاسرائيليين آتٍ لا محال"، وفق قوله.
وحول الأنباء التي تتحدث عن امكانية نقل الصراع الإسرائيلي الإيراني من الأراضي السورية إلى العمق اللبناني، قال "ليس هناك معارك بين إسرائيل وإيران في سوريا أو لبنان، فإيران لا تحتاج إلى جغرافية لمنازلة إسرائيل، كونها تمتلك سلاح يمكنها استهداف اسرائيل من داخل أراضيها كالطائرات المسيرة والصواريخ البالستية وغيرها من الأسلحة".
وأضاف "هناك مستشارون إيرانيون في سوريا وعلى كل حال فكل الدول تستعين بمستشارين وخبرات استشارية خارجية فمثلاً هناك آلاف المستشارين الأمريكيين والغربيين في دول الخليج والعراق والأردن".