مصادر مصرية ومعارضة سورية تكذب ادعاءات الإعلام التركي بوجود جنود مصريين في سوريا

اسطنبول – نورث برس

 

كذّبت مصادر من المعارضة السورية وأخرى مصرية، ما نشرته وكالة "الأناضول" التركية الرسمية مؤخراً حول إرسال قوات مصرية للقتال إلى جانب الحكومة السورية والقوات الإيرانية في منطقة إدلب والشمال السوري.

 

وقال الناشط الإعلامي أحمد أبو محمد (اسم مستعار)، من سكان ريف إدلب، لـ "نورث برس"، إن "من نقل الخبر فقط الأناضول في حين لا يوجد أي شيء فعلي على الأرض، ولو افترضنا أن كلامها صحيح فالنظام أو إيران أو الروس ليسوا بحاجة لـ /150/ جندي مصري للقتال معهم".

 

وأضاف أنه "منذ أكثر من سنتين أوردت الوكالة ذاتها خبراً عن وصول طيارين مصريين إلى مطار حماة العسكري، ولكن في حقيقة الأمر لم يثبت أي شيء".

 

ورأى "أبو محمد" أن "الوكالة التركية تريد إرسال رسائل سياسية فقط، وهي تعلم أنه على الأرض لا يوجد أي شيء حقيقي".

 

وكانت وكالة "الأناضول" قد ادعت أن مصادر عسكرية وصفتها بـ "الموثوقة" أفادت لها وبشكل خاص، أن "النظام المصري أرسل قوات مسلحة مؤخراً إلى ريف حلب ومحيط إدلب شمال غربي سوريا بالتنسيق مع الحرس الثوري الإيراني".

 

وأشارت، نقلاً عن مصادرها "الموثوقة" حسب زعمها، إلى أن "نحو /150/ جندياً مصرياً دخلوا سوريا قبل أيام عبر مطار حماه العسكري، وانتشروا لاحقاً في ريف حلب الغربي وريف إدلب الجنوبي، وأن الجنود المصريين يتحركون في المناطق المذكورة إلى جانب المجموعات الإرهابية التابعة لإيران وبالتنسيق معها".

 

وادعت الوكالة التركية أن وصول الجنود المصريون تزامن مع تحشدات لقوات الحكومة السورية وداعميها بهدف شن عمل عسكري ضد إدلب.

 

وقال الباحث السياسي المصري محمود أبو حوش، لـ "نورث برس"، إن "هذا الادعاء يأتي في الحقيقة في سياق جملة من الادعاءات الكاذبة ضد القاهرة والتي تشنها أنقرة عبر منصاتها الإعلامية المقروءة والمسموعة".

 

وأضاف أن "ثوابت السياسة الخارجية المصرية ترفض التدخل في شؤون أي دولة، فضلاً عن أن المصالح المصرية لا تنسجم مع الوضع في سوريا".

 

 وأشار "أبو حوش" إلى أن ما ذكرته الوكالة من تنسيق بين العسكريين المصريين والحرس الثوري الإيراني "غير منطقي بالمرة فالعلاقة بين القاهرة وطهران ليست بالدرجة التي تسمح بذلك".

 

ورأى أن " أنقرة تحاول عبر نشر هذه الادعاءات تبرير سياساتها في المنطقة، لاسيما وضعها الحالي في ليبيا وعدم تجرؤها على تخطي حاجز سرت والجفرة الذي حددته القاهرة كخط دفاعي أمامي لها داخل العمق الليبي".

 

وأشار إلى أن " أنقرة تحاول بهذه السياسة تبرير تواجدها في المشهدين السوري والليبي، لاسيما مع تراجع دور أنقرة في سوريا مؤخراً أمام تقدم الروس والنظام السوري في إدلب".

 

وختم قائلا بأنه "لا يمكن استبعاد أن تكون أهداف أنقرة من ذلك هو محاولة خلط الأمور أمام أنظار الروس عبر إظهار وجود دور مصري بالتنسيق مع الإيرانيين في سوريا، ما قد ينعكس على طبيعة الموقف الروسي تجاه الملف الليبي والدور المصري هناك" .

 

وكان البرلمان المصري قد أعلن مؤخراً في جلسة سرية تفويضه وموافقته على تدخل القوات المسلحة المصرية في ليبيا لحماية الأمن القومي المصري.