للعام الثالث .. الحرب الإعلامية الخليجية تستعر في رمضان
الرياض – NPA
بينما يزخر شهر رمضان سنوياً، بموسم ترفيهي إعلامي، على صعيد المسلسلات والبرامج الاجتماعية، وإيماني من الناحية الدينية، فإنه للعام الثالث على التوالي، يصبح هذا الشهر وقت الذروة في الحرب الإعلامية، و”إطلاق الألسنة” على وسائل التواصل الاجتماعي، بخصوص الأزمة الخليجية.
وضاعفت وسائل الإعلام الخليجية، التغطيات المتعلقة بالأزمة بين السعودية والإمارات ومصر والبحرين، من جهة، وقطر، من جهة أخرى، في كل شهر رمضان منذ اندلاع الأزمة في حزيران/ يونيو 2017.
ويشهد شهر رمضان للعام الثالث على التوالي، حرباً كلامية مستعرة بين طرفي الأزمة، بخصوص موسم الحج.
ورغم ظهور بوادر عن إمكانية انفراج بسيط في الأزمة مع مطلع شهر رمضان الحالي، إلا أن دعاوى قضائية في محاكم دولية وتغريدات مسؤولين خليجيين على تويتر، أعادت الأزمة إلى مستوياتها السابقة، دون أي مؤشرات على إمكانية طي هذا الملف في ظل التوترات التي تشهدها المنطقة بخصوص إيران.
وكتب رئيس الوزراء القطري السابق، حمد بن جاسم، تغريدات على تويتر، انتقد فيها دول خليجية، لم يسمها، على محاولاتها تصعيد الأزمة ضد إيران. وقال بن جاسم، الذي يعد أبرز الرموز التي يشن عليها إعلام ما يسمى “دول المقاطعة” حملاتها الهجومية: “للأسف فإن بعض دول مجلس التعاون الخليجي تراودها أحلام إلحاق هزيمة عسكرية بإيران”.
ووصف بن جاسم دول الخليج، بما فيها قطر، بأنها “مجرد طرف ثانوي”، قائلاً إن دول الخليج “ستطبّل” لأي اتفاق جديد بين أمريكا وإيران، كما فعلت في السابق حين تم توقيع الاتفاق النووي عام 2015. ونوه بن جاسم أن “هدم مجلس التعاون الخليجي وتقويضه، كما يحدث اليوم يصب في مصلحة الغير ويدمر مصالح دول المجلس”.
ورداً على ما قاله حمد بن جاسم، كتب وزير خارجية البحرين، الشيخ خالد بن خليفة، أمس الجمعة، في تغريدة على تويتر: “ليس هناك هدم لمجلس التعاون و من يقول هذا الكلام مخطئ تماما”. وأضاف أن “هناك صد للضرر و التآمر الذي طالما أتى من بلد واحد ضد بقية دول المجلس”، في إشارة منه إلى قطر.
وأمس الجمعة، دعت قطر السعودية إلى رفع العقبات والقيود المفروضة على القطريين الراغبين في أداء مناسك الحج في مكة.
وأطلقت الدوحة هذه الدعوة بعد إعلان السعودية إدخال نظام تسجيل إلكتروني للقطريين الراغبين في أداء مناسك الحج.
وبعد تسجيل أسمائهم إلكترونيا، يمكن للقطريين القدوم إلى مطاري جدة والمدينة غرب السعودية كما قالت السلطات السعودية في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية.
لكن لجنة حقوق الانسان القطرية اعتبرت هذا الاجراء غير كاف لأن الرحلات الجوية بين البلدين تبقى معلقة بسبب الخلاف الدبلوماسي وأغلقت السعودية نقطة العبور البرية الوحيدة مع قطر.
واتهمت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية الرياض بمواصلة فرض قيود تمنع القطريين من ممارسة حقهم في أداء الشعائر الدينية.
والأربعاء الماضي، اتهمت قطر دولة الإمارات العربية المتحدة بإشاعة “أجواء من الكراهية” إزاء المواطنين القطريين، ودعت محكمة العدل الدولية إلى رفض الطلبات التي قدمتها ابوظبي التي اتهمت بدورها قطر بـ”مفاقمة” الخلاف و”التلاعب بالأدلة” والاستمرار في دعم الإرهاب.
وكانت محكمة العدل الدولية أمرت الإمارات في تموز/يوليو من العام الماضي، بحماية حقوق المواطنين القطريين بعد تنديد الدوحة بما أسمته “الحصار” المفروض عليها منذ عامين.
والخميس، استانفت الإمارات، أمام محكمة العدل الدولية، اعترضاها على الدعوى القطرية. ونشرت وكالة الأنباء الإماراتية (وام)، أمس، تقريرا بعنوان ” الإمارات تنجح فى تقديم كافة الحجج أمام محكمة العدل الدولية بلاهاي في القضية المرفوعة ضد قطر”.
وذكرت (وام) أن الإمارات تطلب من المحكمة أن تسحب قطر شكواها المقدمة إلى لجنة القضاء على التمييز العنصري، وأن تكف قطر عن عرقلة دولة الإمارات العربية المتحدة لمساعدة المواطنين القطريين، و أن توقف قطر على الفور هيئاتها الوطنية ومؤسساتها الإعلامية المملوكة لها من تفاقم النزاع وتمديده وجعل حله أصعب من خلال نشر اتهامات كاذبة عن دولة الإمارات، و الامتناع عن اتخاذ أي إجراء قد يؤدي إلى تفاقم النزاع أو تمديده أمام المحكمة أو زيادة صعوبة حله.
وبعيداً عن أروقة السياسات الرسمية، يتبادل طرفا الأزمة، هجمات عن طريق وسوم “هاشتاغات” على وسائل التواصل الاجتماعي. وراجت فكرة استخدام هذا الأسلوب في الحرب الإعلامية، خلال الأزمة القطرية، وقد اختبرها الطرفان، وأطلق كل منهما على الطرف الآخر “الذباب الإلكتروني”.
وكان المستشار في الديوان المللكي السعودي، سعود القحطاني، يتولى إدارة هذه الحرب “التويترية” على الجانب السعودي، قبل أن ينقطع عن الظهور الإعلامي على خلفية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، وشبهات عن تورطه في إدارة العملية.