مسبح "الميريلاند" في القامشلي.. رياضة علاجية وتدريب سباحين أصبحوا أبطالاً ومدربين
القامشلي – ريم شمعون – نورث برس
لم يوقف غسان باسوس، وهو مدرب سباحة منذ /15/ عاماً، إقامة دورات السباحة في مسبح "الميريلاند" وسط مدينة القامشلي، شمال شرقي سوريا، هذا العام، حتى بعد إغلاق أغلب مسابح المدينة عقب تراجع الاهتمام برياضة السباحة.
وتمكن مركز السباحة في القامشلي، التابع لنادي الجهاد الرياضي، من تخريج مدربين وسباحين "أصبحوا أبطالاً ومدربين بأندية متقدمة في الدول التي هاجروا إليها، منهم سومر ميرخان في السويد وساندرا حاجي في ألمانيا وزيرين عباس في تركيا"، بحسب باسوس.
كما شارك متدربون من المركز في بطولات محلية ونالوا مراكز فيها، ومن ضمنهم السباحة نور محمود شريف (15 عاماً)، التي قالت لـ"نورث برس": "شاركت بعدة بطولات بعد أن أتممت تدريبي على يد المشرف غسان باسوس والمدرب حسين حويج، حيث حصلت على المركز الثالث في بطولة الأندية في دمشق عام 2018، والمركز الأول في بطولة محافظة الحسكة العام الماضي".
ورغم أن نور، التي تمارس السباحة منذ سبعة أعوام، تحضر نفسها الآن للتحضير لامتحانات الشهادة الإعدادية، لكن هذا لم يمنعها من ممارسة رياضتها المفضلة كما تقول.
"خففت قليلاً هذه العام من ممارسة السباحة ولكنني لم أتوقف نهائياً، فأنا أقوم بالتدريب والإشراف على الأطفال بشكل بسيط مع المدربين الأخرين، وأطمح أن أسافر وأصبح سباحة عالمية في سباحة الفراشة".
وتحتوي مدينة القامشلي على عدد من المسابح، لا تزال ثلاثة منها مفتوحة الأبواب، إلا أن تدريب الأطفال يقتصر على المركز التابع لنادي الجهاد الرياضي والذي تنقل بين عدة مسابح خلال السنوات الماضية، ويستقبل الآن المتدربين من عمر /14/ عاماً إلى عمر الثمانين سنة.
وقالت المتدربة ديروك محمد (14 عاماً)، إنها ترتاد المسابح من الصف الرابع وإنها تحب ممارسة هذه الرياضة بتشجيع من والدها، وشاركت في إحدى بطولات السباحة بدمشق على 2018.
يقول المدرب في المركز: "كان أوج المركز في مسبح مدينة الشباب عام 2010، كنا نقوم سنوياً بتدريب مئات الرياضيين والرياضيات ومن مختلف الأعمار ما بين رجال وسيدات وأطفال".
وبدأ "باسوس" بإقامة دورات تدريبية للسباحة عام /2000/ في مسبح "القمة" بالقامشلي وانتقل بعدها لمسبح "السيزر بالاس"، ومع بداية الأزمة السورية وإغلاق معظم المسابح، انتقل التدريب والمركز التابع لنادي الجهاد إلى مسبح "مدينة الشباب"، ليعود في العام 2012 إلى مسبح "الميريلاند" الحالي مر ة أخرى.
وأضاف أن التدريب لم يقتصر على تعليم السباحة فقط، بل قام المركز بإقامة عدة دورات إنقاذ، "فقد أنجزنا ما يقارب أربع دورات إنقاذ أيضاً، ورفدنا المحافظات السورية بمنقذين من المنطقة، حيث وظفت بعض المنتجعات السياحية في دمشق منقذين تدربوا لدينا في القامشلي".
وكان غسان باسوس قد أصبح مدرباً للسباحة منذ عام 1995 بعد خضوعه لعدة دورات في السباحة والإنقاذ وحصوله على شهادة إنقاذ دولية من مركز السباحة في دمشق.
ورفد مركز السباحة في القامشلي الفريق الرياضي للسباحة في سوريا سنوياً بما يقارب /15/ لاعباً، أبرزهم مالك مغيمس الذي تدرب لموسم واحد فقط وحصل على المركز الثالث في بطولة الجمهوية لفئة الأشبال، وجودي علي التي حصلت على الميدالية البرونزية عن سباحة الصدر وتتابع في بطولة الجمهورية بعد ثلاثة مواسم تدريب، بحسب المركز.
ولم يقتصر عمل المركز على تعليم السباحة فقط، بل أصبح وجهة من يعانون من أمراض وآلام المفاصل والعضلات بعد بتوصية من أطبائهم.
يقول باسوس: "أصبحنا ندرب ما يقارب مئة طفل سنوياً، وأيضا قمنا بتخصيص دورة للنساء، وقمنا بتخريج عشرين امرأة في العام الماضي، من بينهم خمس حالات علاجية لمن يعانون من انقراص فقرات وآلام الكتف الوترية والديسك".
وقالت ساجدة شيخموس سمو، وهي تحضر حفيدها عدنان محمود (13 عاماً) الذي يعاني من قصر وتر في الرقبة للذهاب للمسبح: "بدأ حفيدي بممارسة السباحة منذ خمسة أعوام بعد أن وصفها له الطبيب مع المعالجة الفيزيائية، وأصبح وضعه حالياً أفضل بكثير من السابق".
ويقوم المركز، بحسب المشرفين عليه، بالتركيز على الحالات العلاجية بشكل إفرادي دون إدخالهم في دورات السباحة العامة، لأن لهم تمارين خاصة لتعلم السباحة إلى جانب إعطاء أهمية لذوي الاحتياجات الخاصة وتخصيص تدريب منفصل لهم.
وقالت هدير صاروخان (34 عاماً)، وهي أم لطفلين ومن سكان القامشلي: "أعاني من الرجفان وآلام الرقبة حيث وصلت لمرحلة أنني أحياناً لا أستطيع حمل كأس الماء بسبب رجفة يدي، وكان علاج الطبيب يقتصر على المسكنات والمهدئات إلى أن نصحني بالسباحة إلى جانب المعالجة الفيزيائية".
ترتاد هدير المركز منذ /15/ يوماً فقط، بعد معاناة من ألم مستمر في منطقة الرقبة، "بعد مرور عشرة أيام على تدريبي الخاص، بدأت أشعر براحة بسيطة".