للعام السابع على التوالي.. قرية بريف الرقة الشمالي تعاني انقطاع المياه

الرقة- أحمد الحسن- نورث برس

 

يلجأ سكان قرية بريف الرقة الشمالي إلى تأمين مياه الشرب لشرائها من الصهاريج، وذلك بسبب استمرار انقطاعها للعام السابع على التوالي، ما يشكل تكاليف إضافية عليهم.

 

ويقوم اسماعيل العلي (58عاماً) كغيره من سكان قريته اليرموك /13/ كم شمال مدينة الرقة ومنذ سبعة أعوام، بشراء مياه الشرب من الصهاريج، وذلك بعد انقطاع المياه عن القرية بشكل كامل، والتي تسببت بحالة من الاستياء لدى السكان تجاه الجهات المعنية بهذا الشأن.

 

وقال العلي لـ"نورث برس"، إن "المياه مقطوعة عن القرية منذ سبعة أعوام، وشراؤها يشكل عبء إضافياً علينا في ظل الظروف المعيشية الصعبة".

 

ويبلغ سعر برميل المياه الواحد /300/ ليرة سورية، "في فصل الصيف تحتاج العائلة الواحدة لبرميلين من المياه على الأقل، ورغم مرور ثلاث سنوات على تحرير الرقة من تنظيم (الدولة الإسلامية) لم يتحسن وضع المياه لدينا"، بحسب "العلي".

وأضاف "قدمنا أكثر من عشرة شكاوي لمكتب المياه لحل هذه المشكلة، ولكن دون فائدة، ما زلنا نشتري مياه الشرب دون أن يزودنا مكتب المياه حتى بصهاريج لنقل المياه، ريثما يتم إيجاد حلٍّ لهذه المشكلة".

 

وبدأت أزمة المياه في قرية اليرموك مع خروج المنطقة من سيطرة القوات الحكومية عام 2013 وتتالي سيطرة فصائل المعارضة وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)عليها، بحسب ما قال سعد محسن الراشد (40عاماً) من سكان القرية.

 

وأضاف، أنه في عام 2007، تم تزويد القرية بخط لمياه الشرب يتغذى من محطة الأسدية /5/ كم شمال مدينة الرقة بطول /8/كم وقطر /5/ انش، "حينها كانت المياه تصل إلى جميع أنحاء القرية".

 

ونتيجة للفلتان الأمني الذي ساد المنطقة خلال فترة توالي سيطرة الفصائل والتنظيم، قام أصحاب المزارع الخاصة الواقعة بالقرب من خط المياه باستجرار خطوط المياه لمزارعهم من الخط الرئيسي، والذي يغذي القرية، الأمر الذي انتهى بعدم وصول المياه إلى القرية لوقوعها في منطقة مرتفعة مقارنة بالمناطق المحيطة بها، بحسب ما ذكره "الراشد".

 

واقترح أن يكون الحل لمشكلة المياه في القرية، هو استجرار خط جديد أو إزالة الخطوط الفرعية المخالفة "التي تم استجرارها أثناء فترة الفلتان الأمني".

 

وأرجع خالد الفرحان السلوم، مختار قرية اليرموك، السبب الرئيس لانقطاع المياه عن القرية إلى أن "موظفي محطة مياه الأسدية قاموا ببيع خطوط خاصة لأصحاب المزارع التي تقع بالقرب من خط التغذية الرئيسي للقرية، "ليقع سكان القرية ضحية لأصحاب الصهاريج".

 

وأضاف السلوم، "أين يذهب المواطن وكيف يدبر أمره، يشتري الخبز ويدفع المال للكهرباء، وما زاد الطين بلة شراء المياه".

 

وتضم قرية اليرموك أكثر من خمسة آلاف نسمة بحسب مختار القرية، كما أن المنطقة المحيطة بالقرية والمعروفة باسم منطقة الصالحية تضم أكبر عدد من المزارع الخاصة في ريف الرقة والتي انتشرت بُعيد خروج مدينة الرقة عن سيطرة الحكومة السورية 2013، حيث توجه معظم سكان المدينة إلى الأرياف هرباً من القصف العشوائي في تلك الفترة.

 

من جهته، قال جاسم الخلف، رئيس مكتب المياه التابع للجنة الإدارة المحلية والبلديات التابعة لمجلس الرقة المدني، إنه تم تزويد محطة الأسدية التي تغذي القرية بمياه الشرب بخط خاص لتزويدها بالكهرباء خلال شهر حزيران/ يونيو الماضي، يعمل على مدار/24/ ساعة.

 

 وأضاف "ولكن رغم ذلك لم تنجح عملية تزويد القرية بالمياه وذلك لاتساع القرية والتي يبلغ عدد منازلها أكثر من/300/ منزل، بالإضافة لوقوع القرية في منطقة مرتفعة ،الأمر الذي يجعل من ضغط المياه منخفضاَ حين وصوله إليها".

 

وشدد الخلف في حديث لـ"نورث برس" على أن مشكلة المياه في قرية اليرموك هي في مقدمة أولويات مكتب المياه لهذا العام، "سنعمل على تنظيم الأدوار أثناء ضخ المياه إلى القرى الواقعة على هذا الخط، حيث سيتم وضع لوالب يتم من خلالها التحكم بالمياه وضغطها لتصل إلى قرية اليرموك".