لكل عائلة أسطوانة واحدة كل شهرين.. أزمة الغاز المنزلي تتفاقم في السويداء

السويداء – نورث برس

 

ينتظر سكان محافظة السويداء، جنوب سوريا، لساعات في طوابير طويلة أمام مراكز توزيع الغاز المنزلي على أمل الحصول على أسطوانة واحدة، عبر "البطاقات الذكية" التي استحدثتها الحكومة السورية خلال الأشهر الماضية.

 

 ويقول سكان في المدينة إن بعض العائلات تضطر للانتظار مدة شهرين متواصلين حتى يتسنى لها الحصول على أسطوانة غاز.

 

وتدفع مشكلة نقص الغاز بعض العائلات في المحافظة إلى العودة لاستخدام موقد الكاز التقليدي كحلّ بديل، لأن أسطوانة الغاز الواحدة لا تكفيهم طوال هذه المدة، في حين "يعمل المسؤولون المحليون على حل المشكلة دون أن تستجيب لهم حكومة دمشق".

 

وقال أحمد (اسم مستعار)، (58 عاماً) وهو من سكان مدينة السويداء، إن أسطوانة الغاز لا تكفي عائلته المكونة من أربعة أفراد أكثر من عشرين يوماً، "نطبخ مرة واحدة كل ثلاثة أيام لكي نوفّر الغاز".

 

وأشار إلى أن نقص الغاز في المدينة، أدى إلى عودتهم للأساليب التقليدية في طهي الطعام كاستخدام موقد الكاز القديم الذي ورثه عن جدته، "أعتقد أنه آن الأوان لاستخدامه لأطعم أولادي، كانت جدتي تطبخ عليه ونحن صغار".

 

ويتساءل كيف لسكان سوريا، البلد الغني بالمحروقات أن يعانوا من تقنين شديد في تزويد الأسر بالغاز، "هل روسيا تستثمر حقول الغاز في أراضينا وتبيعه للخارج؟".

 

وقالت سمر الجندلي (60 عاماً) من سكان مدينة صلخد، ثاني أكبر مدن محافظة السويداء: "وصلتني رسالة نصية، بضرورة استلام الغاز خلال /٢٤/ ساعة ولدى ذهابي إلى مركز التوزيع، أخبروني أن مدة التسليم قد انتهت بعد إدخال البطاقة الذكية إلى الجهاز".

 

وأضافت، "حاولت أن أوضح أنه ما زال هناك ساعتين لانتهاء الوقت المحدد، فأشار أحدهم من اللجنة المكلفة بالتوزيع أن الجهاز أصدق من كلامي ولدى محاولتي تقديم الهاتف له لكي يتأكد من زمن وصول الرسالة، طلب مني الانتظار عشرين يوماً حتى تأتي الدفعة التالية".

 

وفي مطلع شباط/فبراير من العام الحالي، بدأ تطبيق آلية جديدة لتوزيع الغاز بموجب البطاقة الذكية، عبر إرسال رسالة قصيرة لكل عائلة عند توفر الأسطوانات لاستلامها من أقرب معتمد خلال /72/ ساعة، ثم خفضت مهلة الاستلام إلى /48/ ساعة ثم إلى /24/ ساعة.

 

وقال أسامة جنود، وهو رئيس قسم تعبئة الغاز في فرع مؤسسة المحروقات الحكومية بالسويداء لـ "نورث برس" إنهم قدموا طلباً إلى الإدارة العامة للمحروقات في دمشق لتزويدهم بمخصصات أكبر من الغاز ليتسنى لهم تخفيف الضغط عن السكان.

 

وأشار إلى أنهم تباحثوا قبل أسبوع مع محافظ السويداء ومدير فرع المحروقات واللجان المعنية حول إمكانية تخفيض عدد أيام استلام الأسطوانة من /60/ إلى /40/ يوماً، وبناءً على ذلك تم رفع الطلب لكننا "لم نتلقَ أي إجابة وما زلنا ننتظر الرد".