غياب شروط النظافة عن حي في الرقة.. والبلدية تبرر بأن المنطقة مخصصة لحظائر الأغنام

الرقة- أحمد الحسن- نورث برس

 

ينتقد سكان في حي الفلوجة في الجهة الشمالية لمدينة الرقة، شمالي سوريا، غياب دور البلدية حيال انتشار الأوساخ والنفايات وتحول مصرف مياه في الحي إلى مكب لمخلفات المواشي والحيوانات النافقة ما يتسبب بانتشار الروائح الكريهة والحشرات والقوارض، بينما تقول البلدية إن المنطقة مخصصة لحظائر الماشية ولا تحتوي شوارع منظمة لدخول سيارات ترحيل القمامة.

 

 وقال نورس الحمشك (32عاماً)، وهو من سكان حي الفلوجة، إن الأوساخ والقوارض التي تتسبب بانتشار أمراض جلدية، لا سيما بين الأطفال، أصبح تهاجساً يؤرق قاطني الحي.

 

وأضاف أن مصرف المياه المار بين حي الفلوجة وسوق المواشي الواقع جنوب الحي بات "مكباً لأوساخ الحي ومخلفات المواشي والحيوانات النافقة، الأمر الذي جعل من هذا المصرف مصدراً لانتشار الحشرات والأمراض وبيئة خصبة لتكاثر القوارض".

 

ويتجاوز عدد سكان حي الفلوجة أربعة آلاف شخص موزعين على /400/ منزل، بحسب سكان من الحي.

 

وأشار "الحمشك" إلى إهمال بلدية الرقة للحي، "فالبلدية ليس لها دور في حي الفلوجة إطلاقاً، هناك إهمال كامل لنظافة الحي، فلا حاويات ولا ترحيل للأوساخ ولا تعزيل للمصرف".

 

وقال إبراهيم السليمان (25عاماً)، من سكان الحي، إن "الحل الأمثل لمشكلة مصرف المياه الذي يبلغ طوله قرابة /1/ كم، هو تركيب قساطل إسمنتية داخله وبذلك سيتم حل هذه المشكلة نهائياً".

 

لكن "السليمان" يتفق مع سابقه في أن بلدية الشعب في الرقة لم تقدم لهذا الحي أي خدمات اطلاقاً، "نريد من البلدية أن توزع حاويات للأوساخ داخل الحي، لكي يستعملها السكان بدلاً من رمي الأوساخ في المصرف".
 

وقال محمد العلي (46 عاماً) إن البلدية كانت قبل الحرب في سوريا تمنع رمي مخلفات الأغنام في الشوارع  والمصرف وتفرض غرامات مالية على المخالفين، "كما أنها كانت تقوم بإزالة الأوساخ مرتين في الأسبوع، ولكن هذه الخدمات انتهت مع بداية الحرب".

 

كما لفت "العلي" إلى أن البثور الجلدية التي تظهر على الأطفال تكلف عائلاتهم مبالغ تثقل كاهلهم في ظل الظروف المعيشية الصعبة.

 

من جانبه، قال أحمد الإبراهيم، الرئيس المشارك لبلدية الشعب في الرقة، إن حي الفلوجة هو "منطقة مخالفات مخصصة لحظائر الأغنام، لكن بعض السكان قاموا بالبناء والسكن فيها".

 

وأضاف أن البلدية تقوم بترحيل الأوساخ من هذا الحي بين الحين والآخر، لكن يصعب استكمال ذلك " لعدم تمكن سيارات نقل القمامة من الدخول بسبب عدم وجود طرق رسمية داخل الحي، كما أن هذه السيارات مخصصة للمناطق المنظمة من المدينة فحسب".

وحول مشكلة مصرف المياه، يقول "الإبراهيم" إن المصرف زراعي يعمل على تصريف مياه الحقول الواقعة شمال مدينة الرقة، "لذلك لا يمكن إغلاقه لأنه سيضر بالحقول"، حسب قوله.

 

ويرى الرئيس المشارك لبلدية الشعب في الرقة أن الحل الوحيد لحي الفلوجة هو "إزالة المنازل التي بنيت في حرم المصرف، رغم ذلك لا نستطيع تنفيذ هذا حالياً لأن سكان تلك المنازل سيتضررون من ذلك".

 

ولفت "الإبراهيم" إلى أن البلدية وضعت خططاً لتوسيع المخطط التنظيمي في مدينة الرقة وتشمل هذه الخطط المنطقة الواقعة بين دوار السنبلة ودوار حزيمة شمال مدينة الرقة حالياً.

 

وقال: "لابد من نجاح هذه الخطة للانتقال إلى مناطق أخرى"، في إشارة إلى احتمال ضم حي الفلوجة إلى مخطط المدينة التنظيمي في خطط قادمة.