غياب دعم الحكومة يتسبب بتراجع زراعة البندورة /60/ بالمئة في ريف حلب

حلب – نورث برس

 

يشهد ريف مدينة حلب شمالي سوريا، تراجعاً كبيراً في زراعة الخضار الموسمية، حيث انخفضت زراعة البندورة هذا العام بنسبة تصل إلى /60/ بالمئة مقارنةً بالسنوات الماضية.

 

وتعود الأسباب وفق مزارعين، إلى ارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية وغياب الدعم الحكومي وعدم الاكتراث لمطالبهم، رغم أن حلب تتصدر قائمة المناطق المصدرة للخضار إلى المحافظات السورية.

 

ولفت حسين الجاسم (42 عاماً) وهو مزارع من منطقة السفيرة بريف حلب، بأنه زرع هذا العام مساحة صغيرة من أرضه بالبندورة تقدر بهكتار واحد فقط، وأضاف "لأول مرة نتجاهل زراعة البندورة إلى هذا الحد".

 

وعن أسباب تراجع زراعتها قال لـ "نورث برس"، إن أسعار الأسمدة والبذور والمحروقات مرتفعة ويصعب توفرها وهي مقومات أساسية تساعد على تشجيع زيادة الإنتاج الزراعي.

 

وأشار "الجاسم" إلى أن المؤسسات الحكومية المعنية بالقطاع الزراعي لا تقدم أي دعمٍ للمزارعين يشجعهم على زيادة الإنتاج والعودة إلى ما كانوا عليه سابقاً.

 

وتتركز زراعة البندورة في حلب بمناطق السفيرة وتل عرن وتل حاصل في الريف الجنوبي الشرقي، حيث تشتهر هذه المناطق بزراعة الخضار كما تحقق إنتاجاً زراعياً وفير لباقي المحافظات السورية.

 

من جانبه قال علي الشيخ (37 عاماً) وهو مزارع من بلدة تل عرن، إن تراجع زراعة البندورة يعود إلى انخفاض تسعيرة تسويق البندورة التي أقرّتها الحكومة السورية، "هذه التسعيرة لا تتناسب مع دخل المزارع وتحقيق الربح".

 

وأضاف "الفلين غالي جداً وأسعار المحروقات غير مستقرة في السوق ولا تتوفر بذور من النوع الأول، بالإضافة إلى الأضرار التي تتعرض لها المزروعات بسبب نقص المياه".

 

ونوه إلى أن نسبة كبيرة من الأراضي الزراعية بقيت هذا العام دون أن يتم زراعتها، بسبب غلاء الأسعار وغياب دور الحكومة في تخفيض أسعار مستلزمات الزراعة.

 

ويباع كيلو البندورة بسعر /160/ ليرة سورية فيما يأمل مزارعون محليون أن تقوم الحكومة برفع التسعيرة إلى حدود /250/ ليرة للكيلو الواحد.

 

وتوقع "الشيخ" أن تتراجع زراعة البندورة أكثر فأكثر في المنطقة ما لم تقم الحكومة بتعديل التسعيرة، "ذلك أنهم يتكبدون خسائر"، على حد قوله.

 

بدوره قال جمال شيخو، رئيس دائرة الزراعة الحكومية في منطقة السفيرة لـ "نورث برس"، إن المساحات المزروعة بالبندورة هذا العام لا تتجاوز /1100/ هكتار بإنتاج متوقع يصل إلى /140/ ألف طن، معتبراً أن هذه الكمية من الإنتاج  تعتبر "معدلاً وسطياً" مقارنةً بالسنوات الماضية.

 

وكانت مساحة الأراضي المزروعة بالبندورة خلال السنوات الماضية تصل إلى /2500/ هكتار، لكنها تراجعت تدريجياً بنسبة /60/ بالمئة رغم إعادة الحكومة السورية سيطرتها على هذه المناطق منذ خمسة أعوام.

 

وأضاف "شيخو" بأن "زراعة البندورة هذا العام كانت مقبولة نوعاً ما"، بعد تنظيف مساحاتٍ واسعة من الأراضي الزراعية من مخلفات تركها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في المنطقة.

 

وفي حين يتوقع المزارعون أن تقوم الحكومة برفع تسعيرة البندورة من /160/ ليرة إلى /250/ ليرة، اعتبر "شيخو" أن السعر الحالي للبندورة "مرتفع قليلاً"، مرجعاً ذلك إلى ارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية.

 

وحول غياب الدور الحكومي في دعم المزارعين وتأمين حاجاتهم الأساسية من الأسمدة والبذور والمحروقات اكتفى بالقول: "مديرة الزراعة لم توزع الأسمدة هذا العام ما تسبب بارتفاعها".