مخيم "واشوكاني" في الحسكة.. معاناة وأمراض من موجة الحر وسط غفلة المنظمات

الحسكة – جيندار عبدالقادر – نورث برس

 

يعاني قاطنو مخيم واشو كاني الواقع بالقرب من بلدة التوينة /13/ كم غرب الحسكة من ظروف إنسانية صعبة في ظل موجة الحر الشديد خلال فصل الصيف الحالي، ومع قلة الخدمات الضرورية المقدمة من المنظمات والجمعيات العاملة في المخيم وخاصة وسائل التبريد كالمراوح والبرادات وحافظات المياه.

 

تقول فصلة سعود الدرويش 58) عاماً) من قرية الدردارة بريف رأس العين إن "معاناتهم تتمثل في ارتفاع درجات الحرارة وعدم تقديم وسائل التبريد لهم".

 

وتضيف "ليس هناك ماء باردة لدينا، يضطر الأهالي لشراء نصف قالب من الثلج بـ /700/ ليرة سورية، نشرب الآن المياه الحارة، ونقضي غالبية وقتنا خارج الخيمة في أماكن الظل لأن أجواء الخيمة لا تُطاق" حسب تعبيرها.

 

وأشارت إلى أنه هناك الكثير من حالات الإسهال التي تصيب الأطفال بشكل خاص نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.

 

من جانبه، قال الإداري في الهلال الأحمر الكردي، محجوب حسو لـ"نورث برس"، إن الإسهال والتسمم الغذائي منتشر بين قاطني المخيم، لعدم وجود وسائل التبريد لدى الكثيرين من قاطني المخيم، "باستثناء من قاموا بتأمين بعض وسائل التبريد على تكلفتهم الخاصة وهو عدد قليل جداً".

 

وأشار إلى أن نقطتهم الطبية التي يعمل فيها كادر صحي مؤلف من /60/ عضو يعمل على مدار الـ/24/ ساعة لمعالجة الحالات التي تردهم، إضافة إلى وجود أقسام الأطفال والنسائية، في حين يتم نقل الحالات التي لا يمكن علاجها في المخيم إلى مشفى الحسكة ومشفى "الشهيدة ليكرين" في بلدة تل تمر شمال الحسكة.

 

ويصف سلطان محمد حسين 56) عاماً) من سكان مدينة رأس العين حاله بـ"المأساوي" بسبب عدم منحهم مراوح أو مكيفات هواء أو برادات، في ظل موجة الحر الشديدة.

 

ويضيف "الأهالي مجبرون على التحمل، ماذا بإمكانهم أن يفعلوا فلا ملجأ لهم غير المخيم".

 

من جانبها ألقت الرئيس المشارك لمخيم "واشوكاني" ستيرا رشك، اللوم على المنظمات الإنسانية والحقوقية التي لم تقدم الخدمات الضرورية لقاطني المخيم في ظل ارتباط الكثيرين منهم بالحكومة السورية والتي لم تضفي صفة الشرعية على هذا المخيم.

 

 وأضافت "امتنعت الكثير من المنظمات الإنسانية عن التواجد في المخيم واقتصر العاملون فيها على المرتبطين والمرخصين لدى الإدارة الذاتية".

 

وذكرت أن "المخيم يحتوي على نحو  /12/ ألف شخص بمجموع /1700/ خيمة و1877// عائلة" وأن الإدارة الذاتية قدمت إمكانيات محددة وهي حاجيات ضرورية فقط، على حد قولها.

 

وقالت ستيرا رشك لـ"نورث برس" إن معاناة القاطنين في المخيم تزداد في فصل الصيف، مطالبةً المنظمات الحقوقية والإنسانية بضرورة القيام "بواجباتها الأخلاقية" تجاه هؤلاء المهجرين من مناطقهم، وتقديم يد العون والمساعدة لهم.

 

وبحسب إدارة المخيم، يقطن في المخيم نحو /12/ ألف شخص وتم إنشاؤه في /24/ تشرين الأول/ أكتوبر من العام المنصرم، واستقبل سكان منطقة رأس العين النازحين نتيجة العملية العسكرية التركية في كل من رأس العين وتل أبيض شمالي سوريا العام الماضي، والتي أدت إلى تشريد نحو /300/ ألف بحسب بيانات الأمم المتحدة.

 

وتحوي مدينة الحسكة الآلاف من النازحين نتيجة الوغل التركي في شمال شرقي سوريا العام الماضي، وإلى جانب مخيم "واشوكاني" يقطن الآلاف منهم في مدارس ومراكز إيواء ضمن المدينة.