"كورونا" في حلب.. الحكومة تمنع صحفيين من تغطية تفشي الفيروس وتتهم الإعلام بالتهويل
حلب – نورث برس
تمنع سلطات الحكومة السورية في مدينة حلب شمالي سوريا، وسائل الإعلام، بما فيها الرسمية، من إعداد تقارير عن الوضع الصحي ومواكبة تفشي فيروس كورونا المستجد، وسط انتشار إشاعات في الأوساط المحلية حول وجود عدد كبير من الإصابات والوفيات في المدينة.
ويصنف صحفيون هذه الإجراءات تحت اسم "التعتيم الإعلامي وإخفاء الحقيقة"، في حين تطالب الجهات المسؤولة من الصحفيين الابتعاد عن المشافي والاهتمام فقط بأخبار تساعد على توعية الناس للحد من تفشي المرض.
وقال "غسان"، وهو اسم مستعار لصحفي من مدينة حلب، إنه طلب منذ أكثر من أسبوع الموافقة من مديرية الصحة لإعداد تقرير عن الأوضاع الصحية والاستعدادات الحكومية لمواجهة الفيروس، لكن الحكومة لم تسمح له بإعداد التقرير.
"في البداية حصلت على الموافقة لدخول مشفى الرازي ومشفى زاهي أزرق، لكن بعدها أخبروني بضرورة التريث لأخذ الموافقة من وزارة الصحة".
وأضاف، لـ "نورث برس"، إنه انتظر لأكثر من أسبوع لكن دون جدوى، "وبعد التواصل مع المكتب الصحفي لوزارة الصحة أبلغتُ بعدم الموافقة وعدم السماح لي بالتصوير أو إجراء مقابلات دون كشف الأسباب".
وبحسب إحصاءات نشرتها وزارة الصحة التابعة للحكومة السورية، سجلت مدينة حلب /30/ إصابة بالفيروس توفيت حالة واحدة منها، فيما بلغ العدد الاجمالي للإصابات المسجلة في سوريا حتى الآن /540/، شفيت منها /160/ حالة بينما توفي من بينهم /31/ مصاباً، وفقاً لبيانات وزارة الصحة التابعة للحكومة السورية.
بينما تنتشر في الأوساط الأهلية وعلى منصات التواصل الاجتماعي، أنباء حول وجود عدد كبير من الإصابات والوفيات جراء تفشي كورونا في مدينة حلب، وأن المشافي المتوفرة تعجز عن استقبال المصابين، وهو ما يزيد من مخاوف السكان.
يقول "غسان" معلقاً على انتشار أنباء يصعب تحديد صحتها: "دخول الإعلاميين إلى المشافي وإعداد تقارير صحيحة من شأنه أن يفند الأقاويل التي تشاع عن المرض (..) لا أدري لماذا يعرقلون عملنا؟".
وكانت وزارة الصحة في الحكومة السورية قد أعلنت، أمس الأربعاء، عن تسجيل /21/ إصابة جديدة بفيروس كورونا وشفاء /5/ حالات ووفاة حالة. كما بينت في بيان أن عدد الإصابات المسجلة بفيروس كورونا في سوريا وصل حتى الآن إلى /561/ إصابة، شفيت منها /165/ حالة وتوفيت /32/ حالة.
وكانت الحكومة السورية قد أعلنت في /22/ آذار/ مارس الماضي تسجيل أول إصابة بفيروس "كورونا" في البلاد لشخص قادم من خارج البلاد، وسجلت أول حالة وفاة في /29/ من الشهر ذاته.
وقالت "هيفاء" (اسم مستعار)، وهي صحفية تعمل لصالح جريدة محلية تصدر في مدينة حلب، إن "وزارة الصحة تحصر تغطية مستجدات كورونا بمكاتبها الصحفية وهذه المكاتب تصدر أخباراً وبيانات تحتوي بعضها على ما لا يمت للواقع بصلة".
وأضافت: "إذا ما أردنا نشر خبر، يتوجب علينا أن نعتمد على بيانات وزارة الصحة، لكن ما الجدوى من هذا التعتيم الذي تمارسه الحكومة؟".
ووصفت "هيفاء" تضارب الأنباء والتصريحات حول تفشي الفيروس بـ "الأمر غير الطبيعي"، الذي جاء نتيجة منع الوسائل الصحفية بما فيها الأجنبية والرسمية من مواكبة مراحل انتشار الفيروس.
ووقعت خلال الأشهر الماضية العديد من دول العالم ضحية لتفشي الفيروس التاجي، من بينها الصين والولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا والمملكة المتحدة وفرنسا، والتي كانت تقدم بيانات شفافة ومعلنة لمناطق انتشار الفيروس وأعداد المصابين.
من جانبه قال أحمد علي المعتوق، وهو طبيب جراحة عامة وموظف في مديرية الصحة بحلب، إن "الهدف من تقنين عمل وسائل الإعلام واشتراط الحصول على موافقة خاصة لعملها بما يخص إصابات كورونا، يأتي بغرض تلافي فوضى إعلامية قد تؤثر على الناس سلباً في ظل الظروف الحالية".
وأضاف الطبيب: "الفيروس بات أمر واقعاً، ولكن من الحكمة التعامل مع الموضوع بعيداً عن التهويل والتخويف الذي تقوم به بعض الوسائل الإعلامية عن قصد أو غير قصد".
وطالب " المعتوق" من وسائل الإعلام المختلفة: "اتركوا لنا أمر المشافي والرعاية الصحية وتعاونوا معنا في توعية الناس للحد من تفشي المرض في البلاد".