مهجرو عفرين بريف حلب الشمالي يجدون في الطب البديل حلاً في ظل افتقار المنطقة للأطباء
ريف حلب الشمالي- دجلة خليل- نورث برس
يلجأ مهجرو منطقة عفرين وسكان القرى الواقعة بريف حلب الشمالي ممن يعانون أمراضاً كالديسك والمناقير والشقيقة وانسداد الشرايين والاختلاج إلى الطب البديل للمعالجة، في ظل افتقار المنطقة لأطباء مختصين وقلة النقاط الطبية القادرة على تقديم الخدمات الصحية، وإغلاق الطرق والمعابر بين مدينة حلب وقرى بريفها الشمالي من قبل القوات الحكومية.
وقال شكري رشو (20عاماً)، مهجر من منطقة عفرين ويقطن في قرية الأحداث بريف حلب الشمالي والذي يعاني منذ /11/ عاماً من ضمور عضلي، "بعد معاناة مريرة من عدم توفر أطباء مختصين لجأت إلى التداوي بالطب البديل".
وأشار رشو والذي لجأ منذ شهر إلى المعالجة بالطب البديل إلى أنه "ومنذ بداية النزوح إلى مناطق ريف حلب الشمالي لم أراجع أطباء لعدم توفرهم، والآن أتعالج بالطب الصيني، وأشعر بتحسن بسيط في يدي وقد اعتدل مستوى كتفاي بعض الشيء".
ويعتبر مستشفى "أفرين" بقرية فافين المستشفى الوحيد في منطقة ريف حلب الشمالي، حيث يقيم مهجرو عفرين، بالإضافة إلى سبعة مراكز طبية للهلال الأحمر الكردي منتشرة في القرى والبلدات المجاورة، حيث تفتقر هذه النقاط الطبية للأجهزة والأدوية الطبية والكوادر الصحية المتدربة.
من جهته قال حنان رشو والد شاب مريض، إنه قبل سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة التابعة لها على منطقة عفرين، "أخذت ابني إلى العديد من الأطباء حتى وصلت إلى حلب ودمشق وحمص وكلهم كانوا أخصائيين بالأعصاب لكنهم لم يعطوني أملاً كبيراً في شفائه".
وأضاف، "حالياً أقوم بإحضاره لتلقي جلسات، وقد استفاد بعض الشيء في حركة يديه كما اختفى التقوس من أعلى عاموده الفقري"، على حد قوله.
وتسببت العملية العسكرية التركية مع فصائل المعارضة المسلحة التابعة لها على منطقة عفرين في العام 2018، إلى تهجير ما يقارب /300/ ألف شخص من المنطقة، وفق إحصائية لمنظمة حقوق الإنسان في عفرين.
وحول آلية معالجة الأمراض بالطب البديل، قال محمد أحمد حفطارو، مهجر من منطقة عفرين، ويعمل بالطب البديل منذ أكثر من عشرة أعوام إن تشخيص المرض يكون "بالعين المجردة وفحص العمود الفقري وسؤال المريض عن الأعراض التي يعانيها وتحديد نقاط الألم لديه، ولا أطلب من المريض التحاليل المخبرية أو الصور الشعاعية".
وأضاف حفطارو، والذي يملك محلاً في بلدة فافين في ريف حلب الشمالي، والذي حصل على شهادة من مركز "طواف" للعلاج بالطب البديل في عام 2018، "استخدم خلطة من سبعة زيوت طبيعية كزيت الكوفير والزيتون والنخيل والقرنفل والزنجبيل واللوز وصبار لتدليك المريض واستخدم كمادات بالمياه الساخنة وعود صيني لفتح الشرايين وتدليك العمود الفقري".
وبحسب حفطارو، فإن الطب البديل حقق نجاحاً في علاج الكثير من الأمراض المتعلقة بالعمود الفقري كالديسك والمناقير الشقيقة وانسداد الشرايين والاختلاج.
"الأطباء يعجزون عن مداوة أمراض العمود الفقري بدون الاعتماد على عمليات جراحية، أنا أقوم بتقويم تقوس الظهر وانقراص الفقرات من خلال حركات المساج وبتعليم المريض القيام بحركات رياضية لمساعدته على العلاج"، بحسب قول حفطارو.
فيما يرى حفطارو بأن الاعتماد على الأدوية الكيميائية كمسكنات الألم وأبر الكورتيزون التي يصفها الأطباء تؤدي إلى آثار سلبية مثل ترقق العظام وهشاشتها، "يجب الاعتماد على الأغذية والأعشاب الطبيعية كالثوم والليمون وشرب المياه الفاتر في الصباح".
من جانبه قال محمد عدل، طبيب عام إن الطب البديل، "لديه العديد من الفوائد وأهمها قلة التأثيرات الجانبية للعلاج، لكن المعالج يجب أن يكون متخرجاً من معاهد تعليمية مختصة وحاصل على شهادة في ذلك، لكي لا يلحق الضرر بالعمود الفقري".
وأضاف، "لذلك يجب أخذ الحيطة والحذر قبل التوجه إلى أي معالج يقدم خدمات بالطب البديل".