سكان أريحا بريف إدلب: وعود تركيا بحماية المدينة "حبر على ورق"

إدلب – نورث برس

 

يترقب سكان مدينة أريحا وما حولها بريف إدلب الجنوبي، بخوف وحذر ما ستؤول إليه التطورات في المنطقة الواقعة جنوب الطريق الدولي M4، وسط احتمالية استئناف العمليات العسكرية في المنطقة، تزامناً مع التهديدات المستمرة لقوات الحكومة السورية بالسيطرة على المدينة، وعدم ثقة السكان بالضامن التركي.

 

وقال الناشط الإعلامي، شحود جدوع لـ "نورث برس": إنّ عوامل الثقة بين السوريين كسكان والقوات التركية، انهارت منذ زمنٍ طويل، ولم يعد هناك شيء اسمه ثقة، خصوصاً بعد ما حدث في ريف حماة الشمالي وريفي إدلب الجنوبي والشرقي وريف حلب الغربي، من إخلالها للضمانات التي كانت تمنحها للمدنيين، وسيطرة القوات الحكومية على مناطق واسعة.

 

وأضاف جدوع: "في البداية كانت قضية إدلب مرتبطة – بالنسبة للجانب التركي- بشكل غير مباشر بمنطقة درع الفرات، لكن المشهد بات معقداً أكثر بعد التدخل التركي في ليبيا، ولم نعد نستطيع أن نراهن على موضوع التنازلات أو أي شيء آخر، لأن كل هذه الملفات باتت متداخلة".

 

واعتبر أن تركيا تخوض صراعاً في سوريا إن لم يكن المدنيون السوريون حطبه فستكون العناصر المقاتلة ضمن الفصائل، خاصة بعد أن ارتهنت الأخيرة للأتراك.

 

وقال نور الدين محمد من سكان مدينة أريحا، لـ "نورث برس": إنّ القوات التركية وعدت سكان المدينة بمنع وصول القوات الحكومية إليها، وتركيا مسؤولة أمام سكانها، عما يجري في إدلب وريفها.

 

أمّا عمر قزموز، وهو من سكان مدينة أريحا ويقطن بمخيمات أطمة حالياً، فأوضح لـ "نورث برس" أن ضمانات القوات التركية لسكان ريف حماة الشمالي ومعرة النعمان وخان شيخون لم تمنع القوات الحكومية من التقدم في المنطقة، ما يعني أنّ القوات التركية وكافة وعودها هي عبارة عن "حبر على ورق لا يستفاد منها بشيء".

 

وأضاف أنّ "من سلّم مورك وخان شيخون ومعرة النعمان وغيرها من المدن للقوات الحكومية، لن يكون تسليم أريحا مستحيلاً عليه، فتركيا تهمها مصالحها فقط وغير مهتمة بسكان تلك المناطق"، على حد تعبيره.

 

ويرى أن "عدم ثقة السكان بوعود القوات التركية، سبب رئيسي في عدم عودة آلاف العوائل إلى أريحا وبلدات جبل الزاوية، لأنهم يتخوفون من تسليم المنطقة للقوات الحكومية وروسيا".

 

وكان مصدر مقرب من "الجيش الوطني السوري" في الشمال السوري، قد أفاد "نورث برس" أمس الخميس، بوجود  تفاهمات تركية ـ روسية جرت مؤخراً، تتيح للروس السيطرة على المناطق الواقعة جنوب الطريق الدولي "حلب ـ اللاذقية"، وعدم السماح لفصائل المعارضة بالتواجد في تلك المناطق.

 

وقال المصدر الذي يتخذ من لقب "أبو خليل الإدلبي" اسماً له لأسباب أمنية، إن "الروس يجهزون للسيطرة على المناطق الواقعة جنوب الطريق (M4) من جبل الزاوية وحتى جسر الشغور، طبعاً بتفاهمات مع تركيا".

 

وأضاف أن "إدلب لم تشهد حتى الآن اتفاقاً حقيقياً بين روسيا وتركيا، بل كل ما يجري عبارة عن تفاهمات يفرضها الميدان".

 

وقال محمد الريحاوي لـ "نورث برس": إنّه هناك حالة قلق عند سكان أريحا من فشل الضامن التركي بحماية سكان المدينة.

 

وأضاف "سبب فقدان الثقة بين المدنيين السوريين وتركيا، يعود إلى عدم الحفاظ على المناطق التي من المفترض أن تركيا تحميها بموجب تواجد قواتها ونقاطها فيها".