بيع اللحوم الفاسدة من أحد الأسباب.. تسجيل المئات من حالات التسمم الغذائي في كوباني

كوباني- فتاح عيسى- نورث برس

 

ازدادت في مدينة كوباني مؤخراً حالات بيع اللحوم الفاسدة، بالتزامن مع تسجيل المئات من حالات التسمم بين السكان، وذلك في ظل ارتفاع أسعار اللحوم، حيث وصل سعر كيلو لحم الغنم إلى نحو /11/ ألف ليرة سورية.

 

وقال عبدو حج بركل(51 عاماً) من سكان مدينة كوباني، إنه اشترى خلال الأسبوع الفائت كمية من اللحم، "عندما أخذته إلى المنزل وأردنا طبخه انتبهت إلى تغير لونه ووجود رائحة كريهة".

 

وأضاف "حج بركل" أنه قام برمي اللحم في الحاوية ولم يطبخه خاصة أنه سمع عن تسجيل المئات حالة تسمم غذائي في كوباني خلال هذا العام، جراء تناول اللحوم الفاسدة أو المواد الغذائية الأخرى المنتهية الصلاحية.

 

وأشار إلى أنه لم يتقدم بأي شكوى ضد بائع اللحم، ولكنه يرى أن على مديرية التموين أن تقوم بمتابعة الظاهرة ومراقبة المحال بشكل أكثر دقة، "وخاصة أن هناك من يتناولون هذه الأغذية دون أن يدركوا أضرارها على الصحة".

 

ووصل عدد المصابين بالتسممات الغذائية في "مشفى كوباني" خلال شهري حزيران/ يونيو وتموز/ يوليو الماضي حتى تاريخ أمس الخميس إلى/266/ حالة تسمم غذائي، بحسب سجلات "مشفى كوباني".

 

وبحسب إدارة مشفى "كوباني" فإن السبب الرئيسي لهذه الحالات يعود إلى تناول أطعمة إما سيئة التخزين والحفظ أو مجرثمة أو منتهية الصلاحية.

 

من جهته قال جمعة بوزي (56عاماً) من سكان مدينة كوباني إن، "أغلب السكان لا يعرفون اللحم الفاسد عندما يشترونه من المحل، حيث يقوم بعض القصابين ببيع لحوم الأغنام أو الأبقار المريضة، ما يؤدي إلى إصابة من يتناوله بالتسمم".

 

وأضاف أن "ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء بشكل كبير، أجبر السكان إلى تقليل شرائها".

 

ويرى "بوزي" أن هناك ضرورة لتشديد الرقابة على محلات بيع اللحوم من قبل البلدية والتموين، "لكن من الواجب على السكان مساعدة البلدية في حال ملاحظتهم وجود محلات لبيع اللحوم الفاسدة".

 

بدوره قال أحمد تمو، طبيب داخلية إنه "في حال كان اللحم ذو رائحة أو متغيراً عن لونه المعتاد، فذلك قد يدل على وجود وتكاثر الجراثيم فيه، وحتى لو تم طبخها بشكل جيد فسيؤدي إلى حدوث تسمم لمن يتناوله".

 

وأضاف أنه عند شراء اللحم من المحال، "يجب الانتباه إلى لونه، ذلك أن اللحم الفاسد يصبح لونه قريباً من اللون الأزرق بسبب وجود وتكاثر الجراثيم، وعند تناوله يحدث التسمم بشكل مباشر، فيتسبب بالإسهال والاستفراغ، وقد يؤدي إلى جفاف في جسد المصاب".

 

وبحسب سجلات مشفى "كوباني" فإنه خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري وصلت حالات التسمم الغذائي من بين المراجعين للمشفى إلى /1504/ حالة يعاني أصحابها من آلام والتهابات في المعدة والأمعاء. يضاف إلى ذلك الرقم /269/ مراجعاً اختلفت معهم الأعراض بين التهابات معوية حادة، وإصابات بالديدان والحمى المالطية.

 

وقامت مديرية التموين في "مقاطعة كوباني" مؤخراً وبالتنسيق مع ضابطة البلدية بمخالفة أربع محلات، بسبب بيعها لـ لحوم فاسدة، منها محل تكرر فيه بيع اللحم الفاسد أكثر من مرة، حيث تم إغلاق المحل بالشمع الأحمر للمرة الرابعة، بحسب المسؤول في ضابطة البلدية، جلال علي.

 

وأشار "علي" إلى أن ارتفاع أسعار اللحوم يؤثر على قدرة السكان على الشراء، وهو ما يساهم في تأخر بيعها وبقاء كميات منها وفسادها في محلات القصابين، "تقوم البلدية بإنذار محل بيع اللحوم إذا كان غير نظيفاً دون وجود غرامة، أما في حال وجود لحم فاسد، يتم مصادرته وتغريم صاحبه بمبلغ /25/ ألف ليرة سورية".

 

 وفي حال تكرار ضبط اللحم الفاسد للمرة الثانية في المحل، يتم تغريم صاحبه بمبلغ /50/ ألف، وفي المرة الثالثة يتم تغريمه بمبلغ /100/ ألف وفي المرة الرابعة يتم إغلاق المحل بالشمع الأحمر، بحسب علي.

 

وحول آلية التأكد من فساد اللحم، أوضح أنه في حال الشك بوجود لحوم فاسدة يتم استدعاء أطباء متعاقدين مع البلدية ليتم فحصها والتأكد من صلاحيتها للتناول البشري.

 

وخالفت مديرية التموين في "مقاطعة كوباني" مؤخراً ست محلات لبيع اللحوم بسبب عدم تقيدها بالأسعار، بحسب عضو مديرية التموين في "مقاطعة كوباني" شاهين بكي.

 

وتفرض /10/ آلاف ليرة سورية، كغرامة مخالفة في المرة الأولى بسبب عدم التقيد بالأسعار، وفي حال تكرار المخالفة مرة ثانية، تتضاعف الغرامة لتصبح /20/ ألف ليرة سورية، وفي المرة الثالثة تصبح /30/ ألف ليرة، وفي المرة الرابعة يتم إغلاق المحل بالشمع الأحمر، بحسب مديرية التموين في "مقاطعة كوباني".