إدلب.. أردوغان يصعد من لهجته.. وسكان المنطقة يقللون من أهمية تلك التصريحات
إدلب ـ نورث برس
بدأت نسبة كبيرة من الشارع السوري في مناطق إدلب وما حولها، التقليل من أهمية التصريحات التي يطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بخصوص إدلب والشمال السوري عموماً.
وكان آخرها ما قاله في تصريحات صحفية، إن "بقاؤنا في سوريا مستمر حتى نيل شعبها الحرية، والجيش التركي سيبقى هنالك حتى ينال الشعب السوري الحرية والأمن والسلام".
وقال مؤخراً إن "بلاده لن تسمح بتحويل إدلب إلى بيئة للصراع من جديد، ولن نسمح بعودة المواجهات في إدلب، على الرغم من استفزازات النظام في الأيام الأخيرة، ونقوم باللازم لمنع ذلك".
لكن بمقابل تلك التصريحات، تواصل قوات الحكومة السورية وبضوء أخضر روسي، إرسال التعزيزات العسكرية إلى منطقة إدلب، في توجه واضح لإعادة العمليات العسكرية للمنطقة، وسط مخاوف من عودة موجات النزوح في ظل عجز المنظمات عن تأمين أبسط الاحتياجات في حال حصل ذلك.
مفترق طرق
ومع استمرار التصريحات التركية الإعلامية، وتحرك التعزيزات العسكرية لقوات الحكومة السورية على الأرض، يقف سكان إدلب على مفترق طرق بانتظار المصير المجهول الذي سيكونون على موعد معه، في ظل انعدام الثقة بالطرف التركي الذي بات واضحاً أنه يسعى لتنفيذ مصالحه فقط في تلك المنطقة.
وقال "أبو عبادة الإدلبي" ناشط ميداني مقرب من فصائل المعارضة في الشمال السوري لـ "نورث برس"، "سمعت الكثير من التعليقات المتعلقة بالتصريحات التركية الأخيرة، وهذه التعليقات منقسمة بين من ينظر إليها بشكل سلبي، فهو يعتقد أن تركيا ماضية في تنفيذ تفاهماتها مع روسيا ما سيجعل المنطقة تخسر المزيد من الأراضي، وهؤلاء يعكسون في تعليقاتهم أزمة ثقة بتركيا وتفاهماتها مع روسيا".
وأضاف أن "هناك من يتفاءل عند سماعه هذه التصريحات لأن لديهم ثقة ما بتركيا فهم يعتقدون أن تدخلها الأخير أوقف النظام عند حدود معينة وكبح جماحه عن التوغل أكثر والسيطرة على باب الهوى الذي يعني نهاية إدلب".
أما الناشط الإعلامي "عبيدة أبو العمر" والمقيم في ريف إدلب فقال لـ "نورث برس"، إن "التصريحات التركية نابعة من المنفعة الذاتية وليس من مصلحة أهل الدار، فمصلحة أهل إدلب خاصة وسوريا عامة بخروج كل مقاتل أجنبي وبقاء أهل البلد".
وأشار إلى أن "أردوغان يريد تطمين أهل إدلب وتوضيح أن الاستقرار سيكون حصراً في ظل النفوذ التركي، وأن إدلب لن تكون في مأمن ما لم تخضع للنفوذ التركي الذي سيحميها من النظام والروس".
ورأى "أبو العمر" أن "الوجود التركي في إدلب سيطول ولن ينتهي إلا إذا أدركت تركيا أن حدودها الجنوبية محمية من السنّة، وهذا أبرز الأهداف التي تطمح تركيا لتحقيقها".
وتأتي تلك التصريحات التركية في وقت يعاني فيه سكان إدلب من أوضاع اقتصادية ومعيشية سيئة، بسبب غلاء الأسعار وعدم استقرار سعر صرف الليرة أمام الدولار، إضافة لقلة الدعم المقدم من المنظمات الإغاثية.
المستوى الشعبي
وحول ذلك قال الناشط الإعلامي "فادي أبو أحمد" الذي ينحدر من ريف إدلب أيضاً لـ"نورث برس"، إنه "على المستوى الشعبي، الشعب مشغول بتأمين متطلبات المعيشة الأساسية في ظل تنامي البطالة وارتفاع مستوياتها وازدياد حالات الفقر المدقع".
وأضاف، "من الصعب استبيان مزاج الشارع شعبياً لا سيما مع تواتر الكثير من الأخبار المتناقضة والتي أبرزها انتهاء المرحلة الثانية من اتفاق أستانا الأخير القاضي بتسيير دوريات مشتركة "تركية – روسية"، والانتقال إلى المرحلة الثالثة القاضية بانسحاب القوات الحكومية وإيران إلى أرياف حماة، وفي ذات الوقت يُشاع بفشل الاتفاق بأثر تطورات الملف الليبي، ما يضع الناس في حيرة وفقدان الأمل على المدى المنظور".
ووسط كل تلك التطورات وعنوانها الرئيسي "التصريحات التركية الإعلامية"، يترقب سكان منطقة إدلب أي حلول تكون "جدية" تنهي معاناتهم وقلقهم من أي "صفقة" تكون نتيجتها تحقيق أطراف دولية لمصالحها على حساب الأطراف الأخرى من بوابة إدلب،
يضاف إلى ذلك انعدام الثقة بمؤسسات المعارضة باختلافها "العسكرية والمدنية"جراء فوضويتها وعدم انصياعها لرغبات الشعب وتجاهلها لمعاناتهم، والخوف من عرض المنطقة مجدداً في السوق الدولية والخروج من الاتفاق إلى "لا اتفاق" ما يضع المنطقة في حالة فراغ سياسي وفوضى مجهولة النتائج بحسب مراقبين.