انخفاض ساعات التغذية يجبر سكان أرياف منبج لشراء مولدات كهرباء منزلية

منبج- صدام الحسن- نورث برس

 

يقبل سكان من أرياف منبج، شمالي سوريا، على شراء المولدات الكهربائية المنزلية رغم ارتفاع أسعارها، بسبب تقنين حاد في الكهرباء تشهده منذ قرابة الشهرين، فيما يعتمد القسم الأكبر من السكان على الساعات القليلة للتغذية وسط ارتفاع درجات الحرارة، لعدم قدرتهم على شراء مولدات منزلية وتحمل تكاليف إصلاحها.

 

وقال حميد السلوم(39عاماً)، وهو من سكان ريف منبج الشمالي، إنه اضطر لشراء مولدة كهرباء نوع "بيتر" تعمل على المازوت، "لتعويض النقص في ساعات التغذية بالكهرباء، فلدي العديد من الأشجار والأغنام بحاجة إلى مياه للسقاية".

 

ويقوم "السلوم"، كآخرين في ريف منبج، باستخراج المياه من بئر في أرضه بالاعتماد على المولدة الكهربائية، إلى جانب تغذية منزله بالكهرباء، "وضع الكهرباء أصبح سيئاً للغاية، نستعمل مولدات الكهرباء لكن أعطالها كثيرة جداً وأجور الصيانة مرتفعة جداً".

 

وتتم تغذية أرياف مدينة منبج بالكهرباء النظامية منذ قرابة الشهرين بمعدل /6/ ساعات، بحسب شركة الكهرباء في مدينة منبج، إلا أن التغذية تنخفض أحياناً إلى /4/ ساعات في اليوم الواحد، بعد أن كان معدل فترة التغذية قبل الآن /8/ ساعات في اليوم، بحسب سكان من قرى منبج.

 

وتتراوح أسعار المولدات الكهربائية الجديدة في مدينة منبج بحسب طاقة توليدها، وتبلغ لمليون ونصف ليرة سورية لمولدة تنتج عشرة أمبيرات، في حين تتراوح أسعار المستعملة منها ما بين/400/ ألف و/700/ ألف ليرة سورية، بحسب ما ذكره السلوم.

 

 وعن كمية استهلاك المولدات الكهربائية للوقود، أشار السلوم إلى أنه بحاجة إلى ما يقارب سبعة لترات من المازوت لتشغيل المولدة لمدة ست ساعات يومياً، إلى جانب تكاليف الزيوت المعدنية وتصليح الأعطال.

 

وقال بسام العامر(33عاماً)، وهو من سكان قرية السلطانية، جنوب شرق مدينة منبج، إنه اضطر لاستدانة /400/ ألف ليرة ليضيفها على ما جمعه من عمله في تصليح الدراجات النارية لشراء مولدة كهربائية مستعملة بمبلغ /600/ ألف ليرة.

 

وأضاف: "ساعات تغذية الكهرباء قليلة جداً والحرارة مرتفعة والمنزل لا يطاق من دون كهرباء وخاصة في فترة الظهيرة".

 

أما عن أعطال المولدات الكهربائية وأسعار تصليحها، قال اسماعيل الحنظل (41 عاماً)، وهو مصلح مولدات في المنطقة الصناعية وسط مدينة منبج، إن "كثرة الأعطال تعود لارتفاع درجات الحرارة وطول مدة التشغيل، بالإضافة لرداءة نوعية الوقود والزيوت المستخدمة في هذه المولدات".

 

وأضاف أن "أسعار التصليح باتت تحسب بالدولار وأسعار قطع الغيار ارتفعت أضعافاً، "فالقطعة التي كان ثمنها \10\ آلاف ليرة، اليوم أصبحنا نشتريها بأكثر من /40/ ألفاً".

 

وأرجع محمد الشبلي، مدير شركة الكهرباء في مدينة منبج، سبب زيادة ساعات تقنين التيار الكهربائي إلى ضعف الوارد المائي في محطة سد تشرين بالدرجة الأولى، بالإضافة لارتفاع درجات الحرارة التي أثرت بشكل كبير على أداء محولات الكهرباء، "فحرارة الطقس وزيادة الحمولة تؤديان لانقطاعات مستمرة بالكهرباء في فترات التغذية".

 

وكانت آهين سويد، الرئيسة المشاركة لمكتب الطاقة والاتصالات في "إقليم الجزيرة"، قد قالت منتصف هذا الشهر إن كمية الوارد المائي إلى سد تشرين من الطرف التركي، لا يكفي لتشغيل عنفة واحدة لإنتاج الكهرباء في سد تشرين.

 

وأشار "الشبلي" إلى أن الارتفاع الطفيف في منسوب المياه في سد تشرين خلال الأسبوعين الماضيين لم يحل المشكلة، "فساعات التقنين ارتفعت بعد قطع المياه إلى \18\ ساعة، الأمر الذي جعل إنتاج سد تشرين من الكهرباء ينخفض إلى/33/ بالمئة".