تسول المسنين في مدينة السويداء أسباب متعددة ونقص في المعالجة

السويداء – نورث برس

 

ازدادت ظاهرة تسول مسنين من رجال ونساء في شوارع مدينة السويداء، جنوبي سوريا، مؤخراً، بينما يعيد مختصون الأسباب إلى الحرب السورية والتفكك الأسري وفقدان المعيل من جهة، ونقص الاهتمام من قبل المؤسسات الحكومية المعنية برعاية المسنين في المحافظة.

 

وقال مسعود حرب (٤٥ عاماً)، وهو صاحب محل لبيع الألبسة في شارع أمية بمركز مدينة السويداء، لـ "نورث برس"، إنهم يشاهدون يومياً عشرات الحالات من تسول المعمرين من رجال ونساء تتجاوز أعمارهم الـ/٦٠/ عاماً، "وذلك بعد أن كنا سابقاً نعاني من تسول الأطفال في المدينة".

 

وأضاف: "يدخلون إلى المحل ويطلبون كفاف يومهم من الطعام، وهم بحالة نفسية يرثى لها، ولا أستطيع إلّا أن أقدم لهم ما أستطيع، وأحياناً أحاول فهم الظروف التي أوصلتهم لدرجة التسول".

 

وقال هايل (٦٢ عاماً)، وهو اسم مستعار لمتسول داخل شوارع مدينة السويداء، إنّ أخوته الثلاثة توفوا وليس له أولاد، "ولا معيل إلّا الله".

 

وأضاف: "قدم لي بعض الأخيار مساعدات، لكنها لم تدم طويلاً، فأنا لا أستطيع العمل وأعاني من مشاكل صحية في عينيّ، وبحاجة إلى رعاية، قد أتوجه إلى مركز لرعاية المسنين والعجزة لعلهم يساعدوني، فلم أعد أحتمل الحياة وقسوتها".

 

وقال الطبيب أكرم أبو عمر، وهو طبيب في مدينة السويداء، إن ظروف الحرب السورية والأوضاع الاقتصادية المتردية والمتراجعة لأبناء محافظة السويداء، زادت من حالات التسول، "ما يتطلب تكاتف كلّ المنظمات المحلية والمقتدرين مالياً على مد يد المساعدة والعون لكبار السن وصون كرامتهم".

 

من جانبها، قالت مديرة الشؤون الاجتماعية والعمل في محافظة السويداء، بشرى جربوع، لـ "نورث برس"، إنهم قاموا مؤخراً بحملة ضدّ تسول الأطفال في شوارع مدن السويداء، "وحققنا نجاحاً بالتعاون مع لجنة مكافحة التسول والهلال الأحمر وقوى الأمن الداخلي بالسويداء، حيث تم انتشال /50/ طفل متسول من براثن مشغليهم ومستغليهم الذين تمّ توقيفهم وإحالتهم إلى القضاء".

 

 وأضافت أنه بعد انخفاض رؤية المتسولين من الأطفال، ظهرت موجة تسول المعمرين، "وذلك رغم برامج دعم المحتاجين والمسنين التي تقدم لهم من قبل المنظمات والهيئات الحكومية والدولية"، على حد قولها.

 

وأشارت "جربوع" إلى أن "رؤية معمرين متسولين أمر مؤلم، ومنهم من تسرّب من داخل مراكز رعاية العجزة، لعدم قدرته على التكيّف وأسباب أخرى تتعلّق بأمراض نفسية يعاني منها المتسول، وأخرى عائلية تتعلق بإهمال أسرته وعائلته له".

 

وتوجد دار للمسنين في مدينة السويداء تأسست منذ العام 2001 وتضم حديقة و/40/ غرفة مخدمة بالأسرة، وتقدم الحكومة الدعم الطبي للدار من خلال المستوصف داخلها، بينما يساهم عدد من المغتربين بتبرعاتهم.

 

كما يقوم بيت طائفة المسلمين الموحدين الدروز وبتوجيه من مشايخ عقلها، بحملة لانتشال المتسولين وإيوائهم في مساكن يتم تمويلها من مال الوقف الخاص بدار الطائفة، بحسب بشار أبو حمدان، مدير مكتب الدعم الاجتماعي لدار طائفة المسلمين الموحدين.

 

وقالت سولانا عبد الصمد، رئيسة لجنة مكافحة التسول، وهي لجنة أحدثت من قبل مجلس محافظة السويداء، لـ "نورث برس": "لا بدّ لنا من معالجة ظاهرة تسول المسنين، وتم عقد اجتماع الأسبوع الفائت، في مقر بيت العجزة والمسنين بمدينة السويداء وبحضور ممثلين عن الشؤون الاجتماعية والعمل ومنظمة الهلال الأحمر لإيجاد حل للظاهرة".

 

وأضافت: "تم تجهيز أسرة ومأوى داخل بيت العجزة لحالات التسول التي ستتم متابعتها في الأيام المقبلة".