سكان حي بحلب لم يعودوا لمنازلهم خوفاً من انهيار مبان مجاورة
حلب – نورث برس
يتخوف سكان حي "القاطرجي" في الجهة الشرقية من مدينة حلب، شمالي سوريا، من انهيار /70/ بناء سكنياً مهدماً بسبب القصف الذي شهده الحي أثناء الاشتباكات التي دارت في الحي بين فصائل المعارضة المسلّحة وقوات الحكومة السورية قبل سيطرة الأخيرة عليه في العام 2016.
وقال سعيد العقاد (42 عاماً)، وهو صاحب منزل في الحي، إنّه يؤجّل عودته لمنزله بسبب تأخر لجنة السلامة العامة التابعة لمجلس محافظة حلب في إزالة المباني المعرضة للانهيار بجوار منزله، "والتي من الممكن أن تنهار في أي لحظة، كما حصل منذ أسبوع في الشارع المجاور لمنزلي".
وأضاف، لـ "نورث برس"، "إنّ لجنة السلامة العامة لا تلبي طلبات السكان، فقد قدمنا طلبات لإزالة العديد من المباني المدمّرة جزئياً، لحماية أطفالنا من تلك الجسور التي باتت خطراً على المارة أيضاً، لكن إن بقي الوضع هكذا فمن المؤكد أنه حتى العوائل المستقرة في الحي ستخرج خوفاً من الموت أو الإصابات جراء انهيارات محتملة".
وكان مجلس محافظة حلب قد شكّل لجنة تضم /25/ عضواً من أجل إزالة المباني الأكثر تضرراً في الحي بعد عودته لسيطرة الحكومة السورية قبل أربعة أعوام.
وكانت المعارك وعمليات القصف خلال سنوات الحرب قد تسببت بتدمير أكثر من /794/ مبنى سكنياً في الأحياء الشرقية لمدينة حلب، من بينها /90/ بناء في حي القاطرجي، بحسب إحصاءات لمجلس محافظة حلب.
وقال علي البوادقجي (38 عاماً)، وهو صاحب منزل مدمر جزئياً في الحي، لـ "نورث برس": "ليس لديّ القدرة على استئجار منزل، ولجنة السلامة في الحي لا تسمح لنا بالسكن داخل المنزل، لأنها قررت إزالة البناء، لكنها لم تباشر العمل حتّى الآن".
وأضاف أن انتظار اللجنة يعني عدم عودته إلى منزله وبقائه تحت رحمة أصحاب المنازل التي يستأجرها، في إشارة إلى تأخر تنفيذ إجراءات اللجنة.
وقال مختار حي القاطرجي، حسان بودقجي، لـ "نورث برس"، إن /70/ بناء في الحي معرض للانهيار، إلى جانب /15/ بناء سكنياً بأضرار جزئية، "وهي تتطلب أيضاً إزالة الأجزاء المهدمة".
وأوضح مختار الحي أن لجنة السلامة العامة قامت أواخر العام الفائت بإخلاء أكثر من /400/ بناء سكني مجاور لتلك الأبنية المعرضة للانهيار بهدف إزالتها، "لكنهم لم يزيلوا سوى أربعة أبنية سكنية فقط منذ بسط القوات الحكومية سيطرتها على الحي".
وأضاف " بودقجي" أن الوضع الحالي للحي يمنع أصحاب المنازل والمحال فيه من افتتاح مشاريعهم والقيام بأعمالهم، إلى جانب أن "من عادوا سابقاً إلى منازلهم يهربون الآن من الحي"، وفق تعبيره.
وقال يوسف المصري، وهو رئيس قطاع "قاضي عسكر" الذي يضم الأحياء الشرقية لمدينة حلب، وهو أيضاً عضو في لجنة السلامة العامة، إن اللجنة توقفت خلال فترة انتشار كورونا بسبب إجراءات الوقاية من الفيروس، " لكنها باشرت مطلع الشهر الحالي بالعمل على إزالة مبان في بعض الأحياء".
وأشار "المصري" إلى نقص عدد الآليات المخصصة للعمل في كل الأحياء التي تحتاج إزالة مبان سكنية آيلة للسقوط.
وأضاف أنهم سيقومون، مطلع شهر أيلول/ سبتمبر القادم، ببدء العمل في حي القاطرجي أيضاً، "لإزالة كافة المباني التي تشكل خطراً على السلامة وضمان عودة الحياة الطبيعية للسكان".