لجان الصحة في شمال وشرقي سوريا تكشف عن تحضيرات لاستقبال مرضى كورونا
سولنار محمد/ جيندار عبد القادر – نورث برس
تشهد مشاف ومراكز حجر صحي في منطقة الجزيرة، شمال شرقي سوريا، حالة تأهب لمواجهة مخاطر تفشي فيروس كورونا المستجد بعد إعلان الإدارة الذاتية عن أربع إصابات مؤكدة في مدينتي القامشلي والحسكة الخميس الفائت.
وكشفت لجان الصحة في الإدارة الذاتية في مدن القامشلي والحسكة وديرك عن تحضيرات ومشافٍ خاصة تم تجهيزها سابقاً كلياً أو جزئياً لاستقبال إصابات شديدة محتملة بالفيروس، أو غرف وأقسام داخل مشافي تلك المدن لاستخدامها في حال تفاقم الإصابات.
وقالت روجين أحمد، الرئيسة المشاركة لمديرية الصحة في ديرك، إن مشفى المدينة خصص غرفة عناية مشددة، تضم ثلاث منافس، من أجل حالات الإصابة الشديدة بفيروس كورونا.
وأضافت أنه يتم تحضير قسم خاص لحالات الإصابة بكورونا في مشفى ديرك بدعم من منظمة (UPP) الإيطالية التي تقدم اللوازم الصحية لتجهيز القسم.
وكانت هيئة الصحة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، قد أعلنت الخميس الفائت، عن وجود أربع إصابات بفيروس كورونا في مناطقها، لافتة إلى أن "أوضاع تلك الحالات مستقرة وهي تخضع للحجر المنزلي".
كما أعلنت الإدارة الذاتية جملة إجراءات لمدة /15/ يوماً، تشمل إغلاق المعابر وإخضاع الحالات الإنسانية الداخلة للمنطقة للحجر الصحي مدة /14/ يوماً، إلى جانب منع التجمعات في الأعراس والعزاء والصلوات الجماعية.
وحذرت الرئيسة المشاركة لصحة ديرك، والتي هي أيضاً ناطقة باسم لجنة الصحة في "مقاطعة القامشلي"، من عدم استجابة السكان لقرارات خلية الأزمة أو "عدم أخذها بجدية".
وأكدت أن مركز العزل والحجر الصحي في ضاحية "علايا" شرقي مدينة القامشلي مجهز بغرفة عناية مركزة ومنافس صناعية، مع احتمال تأسيس مركز آخر للعزل في بلدة عامودا غرب القامشلي، بحسب قولها.
وتوقعت "أحمد" أن العدد الفعلي للمخالطين أكبر مما تم الإعلان عنه، "لأن أحد المصابين كان قد زار عيادات الأطباء والمخابر الطبية ومراكز الأشعة بهدف تلقي العلاج من مرض سابق"، مؤكدة أنه "لم يتم حصر العدد الكلي للمخالطين".
وكان الهلال الأحمر الكردي قد أعلن، الجمعة الفائت، أن عدد المخالطين للحالات المصابة بفيروس كورونا بلغ /88/ حالة مخالطة.
أما في مدينة الحسكة التي ضمت إصابة واحدة من الحالات الأربع المعلن عنها، فقالت الناطقة باسم لجنة الصحة في الحسكة، سهام ملا علي، إنهم اتخذوا كافة الإجراءات بالتنسيق مع قوى الأمن الداخلي (الآساييش) "لإيقاف جميع الوافدين إلى مناطق الإدارة الذاتية بطرق غير شرعية" ليتم تحويلهم إلى لجنة الصحة ووضعهم في الحجر الصحي وفق المدة المقررة.
ولفتت "ملا علي" إلى أن مشفى الشعب في الحسكة جهز غرفة عناية مشددة مجهزة بمنافس صناعية تحسباً لأي حالة إصابة شديدة بفيروس كورونا.
وفيما يخص الحالة المصابة بفيروس كورونا في الحسكة، أضافت الناطقة باسم لجنة الصحة في الحسكة أنه "تم حجرها منزلياً لأنها اختلطت مع جميع أفراد المنزل، والذين يخضعون بدورهم الآن للحجر مع جميع الأشخاص الذين تم الاختلاط بهم لحين التأكد من عدم إصابتهم".
من جانب آخر، أفاد مصدر طبي، رفض نشر اسمه، أن مشفى "كوفيد 19" في الحسكة والمخصص لاستقبال الحالات المصابة "لم يدخل الخدمة بعد ولا يتواجد فيه غير الحراس".
وبحسب المصدر نفسه، فإن المشفى لايزال يفتقد للعديد من الأدوات الطبية والأجهزة، فيما يتم العمل الآن لتجهيز منافس فيه.
ولم تعلق الناطقة باسم لجنة الصحة في الحسكة على جاهزية مشفى "كوفيد 19" في الحسكة.
وتواجه مناطق الإدارة الذاتية صعوبات في مواجهة انتشار فيروس كورونا، وذلك بسبب إغلاق معبر اليعربية/ تل كوجر مع العراق أمام دخول المساعدات الإنسانية والطبية منذ بداية العام الجاري، رغم مطالبة العشرات من المنظمات المدنية الدولية والمحلية بإعادة فتحه خلال الشهرين الماضيين.
وكان الرئيس المشارك لهيئة الصحة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، جوان مصطفى، قد قال، لـ"نورث برس"، إن التحضيرات والإمكانات الطبية في مناطق شمال شرقي سوريا، لا تضاهي الدول في هذا المجال، ولكنها "ستمكنهم إلى مستوى معين" من التصدي لفيروس كورونا.