للمرة الثانية وبسبب كورونا.. تعليق الأمسيات الثقافية في كوباني

كوباني – فتاح عيسى – نورث برس

 

بعد حوالي أربعة أشهر من توقفها بسبب إجراءات حظر التجول، عاد مركز "باقي خدو" للثقافة والفن بدعم من هيئة الثقافة في مدينة كوباني، قبل أسبوعين لاستئناف أمسياته الثقافية والتي تتضمن تقديم أغاني فلكلورية وسرد قصائد وقصص شعبية، ليتم تعليق تلك الأمسيات للمرة الثانية بعد الإعلان عن إصابات مؤكدة بفيروس "كورونا" المستجد "بإقليم الجزيرة".

 

وكان من المقرر وبحسب برنامج الأمسيات الثقافية بعد استئنافها، أن يتم دعوة فعاليات ثقافية وفنانين من المكونات الأخرى من التركمان والعرب والكلدان والأشوريين والشركس من مدن منبج والرقة والطبقة وريف تل أبيض للمشاركة في الأمسيات، لكن تعليقها حالَ دون ذلك.

 

وقال أحمد محمود الرئيس المشارك لهيئة الصحة في "إقليم الفرات"، في حديث لـ"نورث برس"، إن الأمسيات الفنية التي ينظمها مركز الثقافة والفن "يجب أن تتوقف لأنها تشهد تجمعات وتعتبر مخالفة للقرار الصادر عن المجلس التنفيذي في شمال وشرقي سوريا".

 

وأضاف أنه وبحسب القرار الصادر عن المجلس التنفيذي لشمال وشرقي سوريا، فإن كافة التجمعات والحفلات والنشاطات التي تشهد تجمعات "باتت ممنوعة".

 

وأقرّت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، الجمعة الماضي، جملة إجراءات وقائية للحد من انتشار فيروس "كورونا" المستجد في مناطقها، من بينها منع التجمعات الشعبية والدينية كالاحتفالات والأعراس وخيم العزاء وتعليق الصلوات الجماعية في دور العبادة، حتى إشعارٍ آخر.

 

من جهته أوضح كامل حسن، الإداري في قسم التراث والفلكلور في مركز "باقي خدو" للثقافة والفن والمشرف على تنظيم الأمسيات الثقافية، لـ"نورث برس" إنهم قاموا في الأمسيتين الأخيرتين "بزيادة عدد المقاعد في الساحة المفتوحة بالمركز وإبعادها عن بعضها البعض قدر الإمكان، كإجراء احترازي للوقاية من كورونا".

 

وكان مركز باقي خدو للثقافة والفن في مدينة كوباني، قد نظم قبل فرض حظر التجول، تسع أمسيات ثقافية بمعدل أمسية واحدة كل أسبوع بدءاً من الـ/16/ من كانون الثاني/ يناير الماضي وحتى الـ/12/ من شهر أذار/ مارس الماضي، ثم توقفت هذه الأمسيات بسبب الإجراءات المتعلقة بمنع تفشي وباء "كورونا" المستجد.

 

واستأنفت الأمسيات الثقافية في الـ 16 من شهر تموز/يوليو الجاري، بتنظيم أول أمسية بعد استئنافها تحت شعار "لكي نخلد وجودنا وهويتنا علينا أن نحافظ على إحياء ثقافتنا وتراثنا"، في ساحة مركز "باقي خدو" للثقافة والفن، وتم تنظيم الأمسية الثانية في الـ/23/ من شهر تموز/ يوليو الجاري.

 

وأضاف حسن، أن الهدف من تنظيم هذه الأمسيات هو "المساهمة في التعريف بالمدن والمنطقة عبر تقديم نماذج من الفن والفلكلور والتراث فيها".

 

وأشار حسن إلى أن أمسياتهم السابقة قبل حظر التجول كان يتم تنظيمها في صالة مركز "باقي خدو" المغلقة وكان يتم "التركيز فيها على تقديم الفن والثقافة الكردية، ولكن في المرة الثانية كنا سنقوم بدعوة كل مكونات المنطقة من العرب والشركس والتركمان والأشوريين والكلدان وكافة المكونات الأخرى للمشاركة في هذه الأمسيات عبر تقديم فنهم الفلكلوري وثقافتهم وتراثهم".

 

وبحسب مسلم مسلم (53عاماً) من سكان مدينة كوباني، فإن هذه الأمسيات الثقافية  كانت "تساهم في تقوية الروابط بين سكان المنطقة وثقافتهم وخاصة أنها متعلقة بثقافة المنطقة، كما أنها تعتبر متنفساً للسكان في ظل تأثر الوضع النفسي لديهم بالتهديدات والحرب في المنطقة".

 

وكانت الأمسيات الثقافية تعبر عن "ثقافة منطقة الفرات بشكل عام وثقافة كوباني والكرد بشكل خاص ما يجذب جمهوراً واسعاً لحضورها ومتابعتها"، على حد تعبير مسلم.