سكان وأصحاب مهن في دمشق يشتكون من انقطاع الكهرباء وسط التدهور المعيشي

وحيد العطار – نورث برس – دمشق

 

أصبح موضوع انقطاع التيار الكهربائي المتكرر ولساعات طويلة في العاصمة دمشق، أحد أبرز محاور الأحاديث اليومية للسكان، هذه الأيام، لا سيما مع تأثر قوت يومهم وسط التدهور المعيشي، وذلك بسبب توقف أعمالهم وتلف الأطعمة والمؤن المخزنة لديهم.

 

ويقول سكان إن قطع الكهرباء طوال النهار أضاف جانباً آخر إلى معاناتهم من الغلاء وانعدام فرص الحياة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد وانتشار فيروس كورونا في مختلف أرجاء البلاد.

 

واشتكى بعض أصحاب الحِرف التي تعتمد على الكهرباء في دمشق من أن الانقطاع المستمر تسبب بتوقف أعمالهم وعرّضهم لخسائر مادية كبيرة.

 

وقال ربيع شومان، وهو صاحب محل لصيانة للأدوات الكهربائية المنزلية في باب مصلى بدمشق، إنه لم يعد قادراً على العمل في ظل الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي.

 

وأضاف: "عملي توقف بشكل شبه كامل، فجميع الأدوات والأجهزة التي أستخدمها في الصيانة تعمل على الكهرباء. وإذا بقي الوضع هكذا سنعاني أنا وأطفالي أكثر بسبب التدهور المعيشي" .

 

وتصل فترات انقطاع التيار الكهربائي في دمشق إلى ست أو سبع ساعات متواصلة في معظم أحياء المدينة، فيما تشهد مدن وبلدات الريف انقطاعات لفترات أطول، بحسب سكان في المنطقة.

 

ويأتي انقطاع التيار الكهربائي في ظل تأثر المنطقة بارتفاع درجات الحرارة التي تخطت في دمشق 41 درجة مئوية نهاية الأسبوع الفائت ومطلع هذا الأسبوع ،بحسب الأرصاد الجوية السورية.

 

وذكرت مواقع مختصة في شؤون الطقس أن سوريا على موعد مع ارتفاع كبير في درجات الحرارة خلال الأيام القادمة وسط توقعات بوصول درجات الحرارة إلى /50/ درجة في مناطق سورية كالجزيرة والمناطق الشرقية.

 

ويعزو مسؤولون في وزارة الكهرباء الانقطاع المتكرر إلى ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الحمل على المنظومة الكهربائية، بينما يشتكي سكان في الوقت ذاته من صعوبات عديدة مع ساعات من انقطاع التيار هذه الفترة.

 

وقالت السيدة سميرة العربينيى، من سكان العاصمة، إن الخضار والمؤن باتت تُتلف في البراد بسبب الحرارة وانقطاع الكهرباء لساعات طويلة، وكذلك الأطعمة الأخرى التي تفسد  رغم أن العائلة تعاني من صعوبة الوضع المعيشي.

 

ويعمل زوج " العربينيى " كعامل مُياوم في إحدى المنشآت في دمشق، وتعتمد نوعية الطعام الذي تقوم بتجهيزه للعائلة بشكل يومي على طبيعة دخله. "المصاري يلي بطالعها زوجي باليوم بجيب فيها أكل وقطع الكهربا بيخلي كل هالأكل يخرب".

 

وأعلنت الشركة العامة لكهرباء محافظة دمشق، يوم الجمعة الفائت أنه سيتم قطع التغذية الكهربائية عن عدد من أحياء ومناطق دمشق بغرض إجراء صيانة عامة لمحطة تحويل الأشمر 66/20 ك.ف يوم السبت من الساعة 8 صباحاً لغاية الساعة 12 ظهراً.

 

وأثار إعلان الشركة سخرية سكان في العاصمة على مواقع التواصل الاجتماعي نظراً أن المدة التي أعلنت عنها الشركة هي المدة التي ينقطع فيها التيار الكهربائي بشكل اعتيادي في دمشق.

 

وكتبت وفاء الشامي على حسابها في موقع فيسبوك: "ولما بتقطع نهار كامل هاد شو ! لك قولوا في بشر بدن كهربا لنقوم نعتذر منن ونقلن آسفين عالتقنين يلي ما كان يخلص وماله سبب".

 

فيما علقت روان قضيمي: "مو مشكلة يللي عم يقعد ٦ ساعات بلا كهربا ما بتأثر عليه العشر ساعات، لنشوف الصيانة يلي بدهم يعملوها".