عائلات في كوباني تشتكي من ارتفاع تكاليف شراء الخبز رغم عدم تغير سعر الربطة
كوباني – فتاح عيسى – نورث برس
منذ قرابة شهر تضطر زينب زيدان (53 عاماً) من سكان حي بوطان شرقي في مدينة كوباني، شمالي سوريا، لشراء عشر ربطات من الخبز العادي يومياً لسد احتياجات عائلتها الكبيرة، وذلك بعد أن صغر حجمه وانخفض عدد أرغفته في الربطة الواحدة.
وتشتكي عائلات في كوباني مؤخراً من زيادة تكاليف شراء الخبز رغم أن السعر لم يتغير، وذلك بسبب قرار بتخفيض كمية الخبز المباع في الأفران من/1250/ غرام إلى /950/ غرام للربطة الواحدة.
وقالت "زيدان" إن حجم الرغيف أصبح "صغيراً جداً" وانخفض عدد أرغفة الخبز في الربطة من تسعة أرغفة إلى ثمانية فقط، "وعائلتي مكونة من /14/ شخصاً، كنا قبل شهر نشتري سبع ربطات خبز يومياً، حالياً نشتري عشر ربطات ولا تكفينا".
وتعمل في مدينة كوباني وريفها ثلاثة أفران عامة تابعة للإدارة الذاتية، بالإضافة إلى عشرة أفران خاصة، تدعمها الإدارة بمادة الطحين والخميرة والأكياس، لتباع ربطة الخبز في الأفران العامة والخاصة بـ /110/ ليرات للمعتمدين الذين يبيعون الربطة بسعر /125/ ليرة سورية للسكان.
وقال محمود أحمد (48 عاماً)، وهو من سكان مدينة كوباني أيضاً، إنهم كعائلة كانوا يشترون خمس ربطات خبز يومياً قبل شهر، "ولكن حالياً ومع صغر حجم ووزن الربطة نضطر لشراء سبع أو ثماني ربطات".
ويرى "أحمد" أنه يجب إعادة وزن ربطة الخبز إلى ما كانت عليه سابقاً، "لأن الخبز مادة أساسية ويومية وكافة السكان يعتمدون في غذائهم عليه بالدرجة الأولى، بالإضافة إلى أن ذوي الدخل المحدود يتأثرون بشراء ربطات خبز إضافية كل يوم".
وتقوم الإدارة الذاتية في "إقليم الفرات" حالياً بدعم الأفران الخاصة بمواد الطحين والخميرة والأكياس والملح، حيث يقوم أصحاب تلك الأفران بشراء طن الطحين من الإدارة بـ /60/ ألف ليرة سورية، والخميرة بسعر /2200/ ليرة للكيلوغرام الواحد، وكيلو الأكياس بـ/2000/ ليرة، وكيلو الملح بـ /70/ ليرة سورية، بحسب ما ذكره أصحاب أفران خاصة بكوباني.
لكن محمد صالح، وهو صاحب فرن خاص بقرية شيران شرق كوباني، قال إن أسعار قطع التبديل في الأفران ارتفعت أيضاً جراء ارتفاع سعر صرف الدولار، كما أنهم اضطروا لرفع أجور العمال في الأفران أسوة بارتفاع رواتب الموظفين لدى الإدارة الذاتية، "ما أدى لتعرضنا لخسائر بسبب بيع الخبز بالسعر نفسه مع تكاليف إضافية"، حسب قوله.
وأضاف أن "أصحاب الأفران الخاصة لا يستطيعون تحمل خسائر إنتاج الخبز التي تصل إلى مليون أو مليوني ليرة سورية شهرياً، على عكس الأفران العامة التي تدفع الإدارة الذاتية خسائرها".
فيما أشار "صالح" إلى أنه كي تتم إعادة ربطة الخبز إلى وزنها السابق، "يجب أن يتم دعمنا بالخميرة والأكياس بالسعر القديم وهو ألف ليرة سورية لكل منهما، لكن تبقى أجرة العمال وأسعار قطع التبديل المرتفعة هي أكثر ما يؤثر علينا حالياً".
ويعمل في كل فرن خاص نحو /12/ عاملاً، يصل راتب كل منهم إلى /200/ ألف ليرة سورية شهرياً، بحسب صاحب فرن قرية شيران.
وقال عزيز عبدي، مدير الأفران العامة في "مقاطعة كوباني"، إن "سبب حدوث هذه المشكلة هو السعي لإرضاء أصحاب الأفران الخاصة، حيث تسبب ارتفاع سعر صرف الدولار بارتفاع أسعار قطع التبديل وأجور عمال العتالة والموظفين ما أدى لخسائر في عمل هذه الأفران".
وأضاف أن أصحاب الأفران الخاصة أخبروهم قبل نحو شهر بأنهم يخسرون وسيقومون بإغلاق أفرانهم إن استمر الحال هكذا، ولذلك "صدر قرار بتخفيض وزن ربطة الخبز حتى إجراء دراسة وصدور قرار نهائي لحل هذه المشكلة".
ولفت "عبدي" إلى أنهم بصدد دراسة الموضوع لإعادة الخبز على ما كان عليه وذلك من خلال تعويض الإدارة الذاتية لأصحاب الأفران عبر تخفيض أسعار الخميرة والأكياس والملح".