أسواق القامشلي تعج بالزبائن دون إجراءات وقائية رغم تسجيل إصابات بكورونا

القامشلي – ريم شمعون – نورث برس

 

تزدحم أسواق القامشلي، شمال شرقي سوريا، هذه الأيام، بالسكان المنشغلين بشراء ما يحتاجون إليه من ألبسة وحلويات ومستلزمات تحضيراً لعيد الأضحى، لكن البعض منهم يتخوف من عدم التقيد بأي اجراءات وقائية على الرغم من إعلان الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا منذ نهاية الأسبوع الفائت عن تسجيل ست إصابات في المنطقة نصفها في مدينة القامشلي.

 

وأقرّت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، الجمعة الماضي، جملة إجراءات وقائية بعد تسجيل إصابات مؤكدة بفيروس كورونا في مدينتي القامشلي والحسكة، من بينها إغلاق كافة المعابر الحدودية المشتركة مع مناطق شمال شرقي سوريا بشكلٍ كامل اعتباراً من الـ/24/ من الشهر الجاري.

 

وقالت روجدا أحمد (25 عاماً)، وهي من سكان القامشلي، لـ"نورث برس"، إن الازدحام في السوق "غير طبيعي في هذه الأوضاع"، والسكان غير مهتمين بإجراءات الوقاية وغير مدركين لخطورة الوضع، "وصلنا إلى مرحلة خطيرة وجدية علينا أن نلتزم بالوقاية".

 

وأضافت أنها كانت تخطط للزيارات والمعايدات والخروج إلى أماكن للترفيه في فترة العيد، إلا أن ظهور إصابات كورونا في القامشلي ووجود الحالات المخالطة "غير كافة خطط العيد".

 

لكن "روجدا" نفسها تؤكد أنها ستقوم بزيارة العائلة خلال العيد على الرغم من وجود مخاطر كورونا، "لأن التقاليد والعادات لا تتغير بسرعة للأسف"، على حد قولها.

 

ويتزامن ازدحام اليوم الأربعاء مع إعلان الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عن حظر تجول في "إقليم الجزيرة" بناء على قرار يصدر لاحقاً" لتطبيقه بدءاً من الجمعة أول أيام العيد ولمدة عشرة أيام، ويشمل "منع حركة النقل بشكل كامل ما بين منطقة الجزيرة والإدارات الأخرى باستثناء حركة التجارة ومنع حركة باصات النقل الجماعي داخل المدن، بالإضافة لمنع التجمعات بشكل عام (التجمعات الرياضية – تجمعات العيد- المسابح والمقاهي).

 

وقبيل عيد الأضحى تعج أسواق القامشلي بالسكان، خاصة مع إقبال أهالي القرى أيضاً لشراء ما يحتاجونه من مستلزمات العيد، ما أدى لتخوف بعض مرتادي السوق وأصحاب المحلات من الازدحام دون الاكتراث بأي وقاية من قبيل ارتداء الكمامات أو القفازات أو الالتزام بالتباعد المكاني أو الابتعاد عن عادات المصافحة وتفحص البضاعة ذاتها من قبل عدد من الزبائن.

 

وقال ملك برصوم، وهو صاحب محل للأدوات المنزلية، إنه كان يتمنى "لو توفر الحرص أكثر من قبل شعب المنطقة كي لا ينتشر الفيروس بشكل أكبر بعد ظهوره في القامشلي".

 

وأضاف أنه لا يوجد تطبيق للإجراءات الوقائية في السوق بالرغم من الازدحام الشديد قبل فترة عيد الأضحى، "لا أحد يرتدي القفازات والكمامات ولا يوجد تباعد اجتماعي في هذا الازدحام، ولا توجد رقابة من السلطات المختصة التي يجب أن تكون أكثر تشدداً في تطبيق إجراءات الوقاية من فيروس كورونا".

 

وكان نائب الرئاسة المشاركة لهيئة الصحة في "إقليم الجزيرة"، محمد خلف، قد قال الاثنين الفائت لـ"نورث برس"، إن عدد المخالطين لحالات الإصابة بفيروس كورونا في عموم مناطق الإدارة الذاتية "تجاوز المئة"، وأكد أن السبل الأكثر وقاية لمنع تفشي فيروس كورونا هو التباعد الاجتماعي ومنع التجمعات والالتزام بالتدابير الوقائية من الإصابة.

 

وعبر أصحاب محلات الألبسة في سوق المدينة عن مخاوفهم من انتقال الفيروس عبر الزبائن الوافدين إلى المحل لأنه يتم ارتداء القطعة ذاتها من قبل زبائن مختلفين يقومون بتجربة الألبسة وقياسها، كما تخوف أصحاب محال للسكاكر والموالح من لمس الزبائن للبضائع لتفحص جودتها.

 

 وقال ماجد حمو، وهو صاحب محل ألبسة في سوق القامشلي، إنه لا يستطيع منع الزبون من تجربة القطعة التي ينوي شراءها لأنهم معتادون على ذلك، "فنحن مضطرون لكسبهم لأن طبيعة عملنا تتطلب ذلك".