منذ ارتفاع سعر الخبز السياحي.. طوابير لساعات أمام الأفران العامة في الرقة

الرقة- أحمد الحسن- نورث برس

 

يقف خلف الساير(57عاماً) من سكان مدينة الرقة ثلاث ساعات بشكل يومي في طابور طويل أمام فرن "23  شباط" ليشتري الخبز لعائلته المكونة من /12/ شخصاً، في برنامج يومي اعتاد عليه.

 

 وتشهد الأفران العامة في مدينة الرقة، شمالي سوريا، ازدحاماً في طوابير السكان الذين يضطرون مؤخراً للانتظار لثلاث أو أربع ساعات ليتمكنوا من الحصول على حاجتهم من الخبز، لا سيما مع ارتفاع أسعار الخبز السياحي مع انهيار قيمة الليرة السورية منذ ما يقارب الشهرين.

 

وأضاف "الساير" إنه يضطر لهذا الانتظار رغم أنه يتوجه منذ الصباح الباكر إلى الفرن لكن الأزمة تبدأ منذ موعد تشغيل الأفران.

وقال سمير الحسين(53 عاماً)، وهو نازح من منطقة الميادين في ريف دير الزور الشرقي ويقيم حالياً في الرقة، إنه ينتظر لأكثر من أربع ساعات أمام الفرن، تحت أشعة الشمس الحارقة هذه الأيام، دون أن يستطيع أحياناً الحصول على الخبز.

 

وأضاف: "في الوقت الذي نقف فيه بانتظار دورنا، يستلم بعض الأشخاص كميات من الخبز عدة مرات أمام أعيننا، وذلك بحكم علاقات شخصية بأصحاب الأفران أو عبر إبراز بطاقات مهام لا نعلم طبيعتها".

وأشار إلى أن كل عائلة في مدينة الرقة تكلف أحد أفرادها بمهمة شراء الخبز والتي تعطله عن ممارسة أي عمل لأنها تحتاج في بعض الأحيان إلى خمس ساعات انتظار يومياً، على حد قوله.

 

ويعيل "الحسين" عائلة مكونة من /12/ شخصاً أيضاً، حيث تقاسم المهام مع ابنه الذي يبلغ من العمر/18/ عاماً، ليتولى هو مهمة شراء الخبز، بينما يعمل ابنه بأجر يومي لا يتجاوز /3000/ ليرة سورية.

 

ويرى أن عدم التزام السكان بأدوار الاستلام يسبب حالة من الفوضى أمام الأفران، "ومن المفترض أن تعمل البلدية على مراقبة توزيع الخبز في الأفران والقضاء على ظاهرة الفوضى والمحسوبيات التي تشهدها معظم الأفران"، على حد تعبيره.

 

وقال أحمد العواد، مدير فرن "التموين" في الرقة، إن أزمة الخبز بدأت قبل أكثر من شهرين بعد انهيار الليرة السورية أمام سعر صرف الدولار، "فقد بلغ ثمن الكيلو الواحد من الخبز السياحي/600/ ليرة سورية، بينما يوزع الخبز في الأفران المدعومة بـ/88/ ليرة سورية للكيلو الواحد".

وتصل مخصصات فرن "التموين" إلى خمسة أطنان من الطحين بشكل يومي وبساعات عمل تصل إلى/12/ ساعة، "لكن إقبال سكان الأرياف على شراء الخبز من أفران المدينة كان سبباً أخر لاستمرار حالة الازدحام أمام الأفران".

 

ويوجد في مدينة الرقة /43/ فرناً ينتج الخبز مدعوم السعر، حيث يتم تزويد هذه الأفران بالطحين بسعر/62/ ألف ليرة للطن الواحد، بالإضافة لتزويدها بالمازوت بسعر /55/ ليرة سورية للتر الواحد، بينما يوجد أيضاً /18/ فرناً سياحياً بالمدينة، بحسب طلال العلي، مسؤول قسم الأفران في بلدية الشعب في الرقة.

واتفق "العلي" مع مدير فرن "التموين" في الرقة أن سبب الازدحام الكبير الذي تشهده الأفران المدعومة يعود لارتفاع سعر الخبز السياحي والذي كان يباع الكيلو منه قبل ارتفاع الدولار بـ/ 180/ ليرة سورية، ولكن حالياً يباع بـ/600/ ليرة".

وأضاف أن مكتب التموين اتخذ عدة تدابير لحل مشكل الازدحام ومنها افتتاح أربعة أفران احتياطية في مدينة الرقة، خلال الشهرين الماضيين، وهي أفران "التموين" و"٢٣ شباط" و"النجرس" و"السلام"، حيث تم "تزويد كل فرن منها بكمية إضافية من الطحين تبلغ خمسة أطنان وذلك كي تعمل لساعات أطول".

وقال مسؤول قسم الأفران في البلدية إن مأن أن ـ مكتب التموين قام بتكثيف دوريات المراقبة على عمل الأفران "لمنع ضعفاء النفوس من سرقة الطحين وضبط عملية توزيع الخبز وعدم التلاعب بالأسعار"، على حد تعبيره.

 

وبحسب قوله، فإن أزمة الخبز انخفضت بنسبة /50/ بالمئة عما كانت علية بداية الأزمة منذ شهرين "ولا يزال العمل جارياً لإيجاد حل نهائي لهذه المشكلة".