ارتفاع أسعار مفاجئ وتباين في التسعيرات بأسواق السويداء قبيل عيد الأضحى
السويداء – نورث برس
خرجت أسمهان رزق (38 عاماً)، من منزلها في مدينة السويداء، أقصى جنوبي سوريا، ومعها قائمة مطولة عن مستلزمات عيد الأضحى مدونة على ورقة، وتحمل معها كمية من النقود توازي، وفق توقعاتها، قيمة المواد الملازمة لتتفاجأ أثناء تواجدها في السوق بتأرجح وتفاوت الأسعار بشكل كبير مقارنة مع الأيام الماضية.
وتشهد أسواق السويداء عموماً حالة من الاضطراب والاختلاف في الأسعار مع قدوم حلول عيد الأضحى، حيث تنشط خلاله الحركة الشرائية على المواد الغذائية والحلوى والسكاكر والألبسة.
وقالت "رزق"، لـ "نورث برس"، إن "الأسعار مختلفة من محل لآخر وكانت متفاوتة حتى بين المحلات المتلاصقة ببعضها، الأمر جعلني أبحث بين المتاجر لعلني أجد ما أحتاجه بتكلفة أقل تناسب النقود الموجودة في محفظتي".
وأوردت مثالاً على ذلك "نجد أن ليتر زيت عباد الشمس (ماركة كلارا) في أحد المحلات يباع بـ /2900/ ليرة سورية وعندما ندخل إلى محل آخر يحاذيه نجد أن سعر المادة نفسها يصل إلى /3100/ ليرة، وأحيانا يصل الفارق إلى /500/ ليرة للصنف نفسه".
وأضافت: "أشعر وكأنني أعيش في بلدٍ غابت عنه المؤسسات الرقابية بشكلٍ تامّ ولم يعد التجار يكترثون أن هناك جهة حكومية ستحاسبهم جراء تحديد أسعار البضائع بشكل اعتباطي وجشع دون مراعاة الضوابط التموينية وقوائم الأسعار المحددة من قبل الحكومة".
وتنوه "رزق"، وهي متهالكة جراء بحثها عن مستلزمات منزلها بأسعارٍ تناسبها، إلى أن "المواطنون فقط يدفعون ضريبة إهمال الحكومة في رصد الأسواق وتحرير مخالفات تموينية بحق التجار الذين يستغلون الأوضاع ولا يراعون أحوال الناس المتردية".
وقال أسعد ذبيان (42 عاماً)، وهو من سكان مدينة شهبا، شمال السويداء، إن "كل محل يبيع كما يرغب من دون حسيب ولا رقيب"، مشيراً إلى أنه وجد في أحد المتاجر بنطال جينز بسعر /10/ آلاف ليرة، في حين كان الصنف نفسه يباع في محلاتٍ أخرى بسعر ما بين /12/ و/14/ ألف ليرة.
وأضاف لـ "نورث برس": "رصدت مبلغاً من المال وفرته من مجهود نصف عام في العمل الشاق في الباطون، لكي أشتري ألبسة العيد لزوجتي وأطفالي الثلاثة كي لا أحرمهم من فرحة العيد، لكن تطلّب مني مبلغ /100/ ألف ليرة سورية لشرائها وهو مبلغ يزيد بـ /30/ ألف ليرة عمّا ادخرته من مال".
وشهدت الليرة السورية منذ مطلع العام انهياراً متسارعاً أمام العملات الأجنبية ليسجل الدولار مع منتصف حزيران/ يونيو الفائت مستوى ارتفاعٍ قياسي وصل إلى ما يقارب /4000/ ليرة سورية، فيما استعادت الليرة مع منتصف تموز/ يوليو الحالي جزءاً من قيمتها، ليبلغ سعر صرف الدولار حالياً نحو /2200/ ليرة سورية.
لكن ذلك لم يوقف موجة الغلاء في الأسواق ولم تشهد أسعار السلع والبضائع انخفاضاً، بل على العكس من ذلك شهدت بعض المواد استمراراً في ارتفاع أسعارها.
ويقول سكان ومسؤولون للجان التموين إن التجار يلجؤون للتلاعب بالأسعار ورفعها خارج اللوائح التسعيرية المحددة من قبل الحكومة السورية بهدف تحقيق أرباح كبيرة خلال ازدياد توجه الناس إلى الأسواق قبيل العيد.
ومن جانبه، قال نائل شرف، نائب مدير دائرة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في السويداء، إنه تم ضبط /٣٠/ مخالفة تموينية في المحافظة قبل حلول العيد، "أحيلت كلها إلى القضاء، منها ستة محال للمواد الغذائية في مدينة صلخد وخمسة محال لبيع اللحوم بالإضافة إلى بقاليات ومحال ألبسة في مدينة السويداء".
وأضاف، لـ "نورث برس": "لا يمكن ضبط الأسواق المنفلتة، بالشكل المطلوب إلّا بتعزيز الدوريات التموينية والرقابية، ما يتطلب زيادة في أعداد موظفي التموين، ولكن الميزانيات الحالية لا تسمح لنا بزيادة أعداد الموظفين لمراقبة الأسواق بالشكل المطلوب".