أسعار باهظة للفروج والبيض في السويداء بعد توقف نصف مداجنها
السويداء – نورث برس
لم يعد لحم الفروج أو البيض من المأكولات البديلة لارتفاع أسعار اللحوم بالنسبة لسكان محافظة السويداء، أقصى جنوبي سوريا، بل باتت هي الأخرى في قائمة المأكولات "المستغنى عنها" بالنسبة لعائلات متدنية الدخل، نتيجة ارتفاع أسعارها مؤخراً بعد توقف نسبة كبيرة من المداجن عن العمل.
وقال رأفت أبو الحسن (50 عاماً)، وهو من سكان مدينة السويداء، إنه لم يعد بمقدوره شراء لحم الفروج أيضاً، بعد أن كان يشتريه بدلاً عن لحوم العجول والأغنام التي باتت أسعارها "مرتفعة جداً"، على حدّ قوله.
وأضاف، لـ "نورث برس"، إن تحضير المنسف العربي الذي كان يجمع الأسرة كلها في الأعياد بات "أمر عصياً ومرهقاً" حيث تبلغ تكلفته حالياً /50/ ألف ليرة، وهو ما يعادل راتب موظفٍ حكومي لشهر كامل.
ويضطر "أبو الحسن" وكثير من السكان حتى في بعض المناسبات وأيام العطل لشراء "قطع من لحم الفروج لتطعيم مأكولات أخرى"، وذلك بعد أن وصل سعر كيلو الفروج في السويداء إلى حوالي أربعة آلاف ليرة، بينما تجاوز سعر كيلو لحم العجل /12/ ألف ليرة ولحم الغنم /14/ ألف ليرة.
ولفت محمود الزغير (39 عاماً)، وهو أب لخمسة أطفال من سكان مدينة شهبا، إلى أن أسعار البيض أيضاً ارتفعت مع غلاء أسعار الفروج حيث بلغ ثمن طبق البيض أربعة آلاف ليرة سورية، "هذا الارتفاع جنوني وغير منطقي".
وأضاف: "لدي خمسة أطفال ولا يتوجب علي الاستغناء عن البيض لاحتوائه على عناصر غذائية هامة ولكن مع هذا الغلاء لا بدّ من التفكير ببدائل غذائية أخرى".
وقال ماجد عبدي، رئيس لجان التسعير في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في السويداء، إن مستثمري المداجن وأصحاب المسالخ لا يلتزمون بتسعيرة الحكومة السورية التي حددت /2250/ للكيلوغرام الواحد من الفروج و/2500/ ليرة لطبق البيض.
وأضاف: "كل من يخالف قوائم الأسعار سيتعرض لضبوط تموينية وغرامات مالية عالية مع إغلاق لمنفذ البيع الخاص بالتاجر وإحالته الى القضاء".
لكن جادالله عزي، وهو صاحب مدجنة غرب مدينة السويداء، قال إنه يتكبد خسائر يومية في توريد الفروج إلى الأسواق لدرجة أنه "بات من العسير الاستمرار في عمل المدجنة"، مرجعاً ذلك إلى ارتفاع أسعار الأعلاف بـ "أضعاف مضاعفة"، على حد تعبيره.
وأضاف أنه يشتري طن الذرة الصفراء بـ /٦٥٠/ ألف ليرة وطن علف فول الصويا بمليون ومئة ألف ليرة، وكذلك طن علف نخالة القمح والذي يعتبر الأرخص بنحو/ ٢٥٠ / ألف ليرة سورية.
ولفت "عزي" إلى "انخفاض إنتاج البيض في المدجنة مؤخراً بسبب قلة كمية الأعلاف المقدمة للدجاج، وكذلك ازدياد الأمراض بين الدجاج الفقاس والصيصان نتيجة نقص توفر اللقاحات البيطرية التي كانت تستورد من الخارج".
وتوقفت نحو /50/ بالمئة من المداجن عن العمل وخرجت عن الاستثمار، ما انعكس سلباً على أسعار لحم الفروج والبيض في الأسواق، بحسب فرع المؤسسة العامة للأعلاف في السويداء.
وقال وائل الشوفي، مدير فرع مؤسسة الأعلاف في السويداء، لـ "نورث برس"، إنهم يعجزون عن تأمين أعلاف ذات جودة عالية "لتعذر استيراد المواد الأساسية من الخارج التي تدخل في تركيب صناعة أعلاف الصويا".
وأضاف: "نقدم حالياً أعلاف نخالة القمح للمداجن ولكنها لا تكفي لإمداد الدجاج بالغذاء الكامل لنموه وإنتاجه للبيض".