جرائم سرقة وخطف وقتل تزداد في إدلب دون ردع مرتكبيها

إدلب – رزان السيد – نورث برس

 

ازدادت جرائم القتل والخطف والسرقة في مناطق إدلب، شمال غربي سوريا، تزامناً مع انتشار السلاح وضعف العامل الأمني مؤخراً، ما سمح بانتشار تلك الحوادث دون أن تقوم أي جهة بإيقاف مرتكبيها.

 

وقال عمار السلول (٣٣عاماً)، وهو من سكان إدلب، إنه نجا بأعجوبة من محاولة سرقة وقتل من قبل عصابة من المسلحين أثناء عودته على الطريق الواصل بين حارم ومدينة إدلب، حيث حاولت العصابة إيقافه وسرقة ما بحوزته، غير أنّه فاجأهم بإطلاق النار عليهم ليلوذوا بالفرار، على حد قوله.

 

وقال "السلول"، الذي يعمل في مجال الصرافة ويحمل معه مبالغ مالية كبيرة عادة، إن طبيعة عمله جعلته عرضة للسطو من قبل تلك العصابات.

 

وأضاف لـ "نورث برس": "أتوجه كل فترة إلى مدينة حارم حيث تقيم عائلتي لأقضي عدة أيام، قبل أن أعود لمكان عملي في إدلب المدينة، وفي ظلّ الانفلات الأمني الحاصل أصطحب معي سلاحي أينما ذهبت".

 

وقام منفذو هذه الجرائم بعمليات تصفية واغتيال في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة المسلحة شمال إدلب، وقاموا في معظم الأحيان باستخدام طريقة خطف العصابات للمدنيين ليتم إبعاد الشبهات عن أي طرف أو فصيل عسكري في المنطقة، إلا أن الأمر بقي ملتبساً بالنسبة لأقارب بعض المختطَفين.

 

وقام ملثمون بخطف التاجر محمد الجرك، "من بيته ومن بين أهله"، ليظنّ أهله حينها أن الخاطفين يتبعون لهيئة تحرير الشام التي كانت تعتقل المدنيين بتلك الطريقة، لكن ذويه تفاجؤوا بتفاوض الخاطفين  معهم، وطلب /25/ ألف دولار كفدية.

 

ورغم أن العائلة دفعت الفدية للعصابة، بحسب ما روى أحد أفرادها لـ "نورث برس"، "إلّا أن الخاطفين لم يطلقوا سراح محمد،  بل بدأت المساومة من جديد لإطلاق سراحه، إلى أن تمكن من الهرب والعودة إلى أهله".

 

ورغم أن بعض هذه الحوادث جرت في وضح النهار وأمام أعين السكان، إلا أن الجهات العسكرية والأمنية في المنطقة لم تستطع إيقاف وقوع هذه الجرائم.

 

وقالت الحاجة أم سامر (اسم مستعار)، إنّها كانت على شرفة منزلها عندما تم إطلاق النار على شابين يستقلان دراجة نارية في مدينة إدلب، من قبل مسلحين في سيارة بيك آب على الطريق المؤدية لمدينة جسر الشغور.

 

 وتؤكد أم سامر أنّ أحد الشابين قُتل فيما نقل الآخر إلى المشفى.

 

وأضافت: "لم نعد نأمن على أرواحنا، فقد أصبح المجرمون في كل مكان، وهم لا يتوانون عن قتل أيّ شخص لأهداف دنيئة متعددة، فإلى متى سيستمر الفلتان الأمني؟".

 

وتعود بعض هذه الحوادث لسنوات خلت إلا أنها ازدادت مع استمرار الفلتان الأمني وانتشار السلاح والمسلحين التابعين لفصائل مختلفة في المنطقة.

 

وكانت عصابة مجهولة قد قامت، في منتصف نيسان/ أبريل /2018/، بسلب الحاج حسين العمر (50عاماً)، وأخذ سيارته التي تضم بداخلها ستة كيلوغرامات من الذهب.

 

 وقال "العمر"، لـ "نورث برس"، إنّ العصابة الملثمة استوقفته على الطريق الواصل بين بلدة معر تمصرين وقرية حربنوش الواقعة في ريف إدلب الشمالي، وقامت بسرقة سيارته تحت تهديد السلاح.

 

وأشار إلى أّن كمية الذهب المسروقة كانت كلها مصاغة حينها ومخصصة للعرض على واجهة محله التجاري، وأنه خسر كل ما يملك وأصبح "على هاوية الإفلاس".