كوباني: أجور صيانة السيارات ترتفع مع سعر صرف الدولار ولا تتأثر بهبوطه

كوباني- فتاح عيسى- نورث برس

 

يشتكي أصحاب سيارات وآليات في مدينة كوباني، شمالي سوريا، من ارتفاع أجور صيانة وتصليح السيارات لمستويات غير مسبوقة مؤخراً بالتزامن مع ارتفاع أسعار قطع الغيار نتيجة تدهور قيمة الليرة السورية، وعدم تسجيل أي انخفاض في أجور الصيانة رغم انخفاض نسبي في قيمة صرف الدولار وأسعار قطع الغيار، وذلك وسط سوء نوعية المحروقات التي تصل إلى المنطقة وتتسبب بأعطال مستمرة في السيارات والآليات.

 

وقال مشو بكي (42 عاماً)، إن أصحاب محلات صيانة السيارات يرفعون أجورهم مع ارتفاع سعر صرف الدولار، لكن تلك الأجور لا تنخفض مع أي انخفاض في سعر الصرف.

 

وأشار بكي إلى أن "الميكانيكيين كانوا يتقاضون سابقاً /15/ ألف ليرة سورية لقاء فك كامل محرّك السيارة، فيما يتقاضون حالياً /50/ ألفاً".

 

وأضاف أن الميكانيكي طلب منه /35/ ألف ليرة سورية لقاء تغيير قطعة "جوان كولاس" في سيارته ، "فأصحاب مهنة صيانة السيارات يتقاضون أجوراً مضاعفة، فإذا كان سعر قطع التبديل بالدولار، فهل أجرة عملهم بالدولار أيضاً؟"

 

وانخفض سعر صرف الدولار في مدينة كوباني قبل نحو شهر تدريجياً من /3000/ ليرة ليصل إلى /1700/ ليرة قبل نحو أسبوع، ليعاود ارتفاعه خلال أيام العيد حيث وصل اليوم الاثنين إلى /2120/ ليرة سورية للدولار الواحد، بحسب صرافين في مدينة كوباني.

 

ويرى "بكي" أنه يجب إصدار قانون يحدد أجور أصحاب صيانة السيارات، "لأن /25/ ألفاً أو /30/ ألفاً كأجرة لتبديل المحرّك كافية لهم، ولكنهم يتقاضون /50/ ألف ليرة وأحياناً تصل الأجرة إلى /60/ أو /70/ ألف ليرة سورية".

 

من جهته، أشار بكي أحمد (61 عاماً) إلى أن سيارته تتعطل بشكل دائم بسبب سوء نوعية الوقود، الأمر الذي يدفعه للذهاب إلى "مصلّحي السيارات" بشكل دائم، "فحتى نوعية البنزين السوبر سيئة، ولذلك لا تعمل السيارة بشكل جيد، ما يجبرنا على تغيير وتصليح المحرّك مرةً على الأقل في كل عام".

 

واتفق "أحمد" مع سابقه إلى أن أجور صاحب مهنة صيانة السيارات تضاعفت ثلاث مرات، "فأجرة تغيير "جوان كولاس" سابقاً كانت بسبعة أو عشرة آلاف، وأصبحت حالياً تتراوح ما بين/30/ و/40/ ألف ليرة".

 

من جانبهم، يعزو أصحاب مهن صيانة السيارات في كوباني رفع أجورهم إلى ارتفاع آجار المحلات من جهة، وارتفاع أجور العمال المساعدين بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة وأسعار عدة الصيانة من جهة ثانية.

 

وقال عمر مشعل، الذي يعمل ميكانيكياً في مدينة كوباني، إن أجرة المحلات تضاعفت ثلاث مرات عن العام الفائت، "في العام الماضي كنا ندفع /300/ ألف ليرة كأجرة سنوية للمحل، فيما يطلب أصحاب المحلات حالياً مليون ليرة سورية".

 

وبحسب ما يذكره "مشعل"، ارتفعت أسعار عدة الصيانة أضعافاً، "فالمفتاح الذي كان يباع بسعر /500/ ليرة أصبح سعره الآن /2000/ أو /3000/ ليرة، وهكذا ارتفعت أسعار كل المستلزمات، وبالتالي نحن مضطرون لرفع الأجور كي نتجنب الخسائر"، على حدِّ تعبيره.

 

وأضاف "مشعل" أنه لو كان سعر صرف الدولار ثابتاً لما تغيرت الأجور لديهم، حيث أن كل ما يشترونه من المواد الغذائية والخضار ترتفع أسعارها "والوضع المعيشي أصبح صعباً بالنسبة لنا وللجميع".

 

وشدد أحمد دابان، الرئيس المشارك لمديرية التموين في "مقاطعة كوباني"، على ضرورة وضع لائحة أسعار تحدد أجور مهن صيانة السيارات والآليات.

 

وبحسب "دابان"، ستقوم مديرية التموين خلال الأيام القادمة بدعوة "إدارة اتحاد ميكانيكيي السيارات في كوباني" لمناقشة موضوع أجور الصيانة، "فتحديد أسعار أجور صيانة السيارات يحتاج لدراسة جيدة لأن هناك تفاصيل كثيرة وقطع متنوعة في عمل صيانة السيارات والأمر ليس متعلقاً بالمحرّك فقط".

 

وأضاف الرئيس المشارك لمديرية التموين أنهم سيناقشون الموضوع ليتمكنوا من تحديد أجور صيانة كل قطعة للوصول إلى لائحة أسعار للأجور بشكل مفصّل وتوزيع اللائحة على أصحاب المهن للتقيد بها، "بعدها، من يتقاضى أجور أكثر من الأجور التي سيتمّ تحديدها، ستتمّ مخالفته بفرض غرامة مالية".