تراكم للنفايات في ضواحي السويداء في ظل تقاعس الحكومة السورية

السويداء – نورث برس

 

تشكلّ حاويات القمامة الممتلئة بالنفايات في ضواحي مدينة السويداء، في أقصى جنوب سوريا، مشكلة كبيرة لدى السكان، حيث باتت مرتعاً للحشرات الضارة التي تهدد غالباً بانتشار الأمراض وسط أطفال الحي الذين يلهون حولها.

 

ورغم استياء السكان وتقديمهم شكاوي متكررة إلى الجهات المسؤولة في الحكومة السورية التي تدير شؤون المدينة، لكنهم لم يتلقوا حتى الآن أي استجابة لمطالبهم من قبل المسؤولين الحكوميين الذين يبررون الواقع الخدمي المتردي بنقص الإمدادات والآليات اللازمة.

 

ويقول بسمان القنطار (55 عاماً) من سكان حي الجولان، أو ما يعرف بالضاحية الشمالية، إن "هناك حاوية قمامة ممتلئة أمام شرفة منزلي، وما زال السكان يقومون برمي أكياس النفايات حولها"، مضيفاً "هذه المشكلة تعود إلى أكثر من ثلاثة أعوام ماضية".

 

ويضيف لـ"نورث برس"، بأن تلك الحاويات تتسبب بتلوث البيئة وتنبعث منها روائح كريهة، كما تغدو مرتعاً للذباب والقوارض والكلاب الشاردة، ما يزيد من خطورتها على الصحة العامة.

 

ويشير "القنطار" إلى أنه خلال الفترة السابقة، أبلغَ المسؤولين في المدينة عن هذه المشكلة وضرورة إفراغ حاويات القمامة من حيهم كل صباح، أسوةً بأحياء المدينة الأخرى، لكنه لم يتلقَ منهم أي جوابٍ مقنع على حدّ قوله.

 

بدورها، تقول فريال دخل الله (49 عاماً)، من سكان حي القلعة أو الضاحية الشرقية، إنها لم تعد قادرة على الخروج ليلاً لرمي نفايات منزلها في الحاوية المجاورة بسبب تواجد الكلاب والقطط الشاردة وكثرة القوارض التي تقتات على بقايا الأطعمة.

 

وتضيف في حديثها لـ"نورث برس"، أنهم غالباً ما يشاهدون الأكياس مبعثرة على الطرقات والأرصفة أو منتشرة داخل مداخل الأبنية بسبب سحبها من قبل الحيوانات الشاردة، "هذا مشهد غير حضاري سببه استهتار القائمين على القطاع الخدمي الحكومي".

 

وتتابع بأن "هذه المشكلة تتسبب بانتشار الأوبئة بين الأطفال الذين غالباً ما تراهم يلهون في حيّهم، دون أدنى إحساس من الجهات المعنية لوضع حل لهذه المشكلة".

 

ومن جانبه، يقول خالد دوارة (41 عاماً)، وهو ضابط حركة آليات التنظيف في بلدية السويداء: "إن آلياتنا تخرج في ساعات الصباح الباكر إلى أحياء المدينة، ولكن يصعب الوصول إلى الضواحي لنفاذ المازوت في الآليات، حيث نضطر الى الرجوع صوب المرآب وركنها بداخله وترك بعض الحاويات دون إفراغها".

 

ويضيف لـ"نورث برس" أن: "آليات التنظيف الموجودة لدينا من الطراز القديم، وتتعرض غالباً لأعطال ميكانيكية، لذلك تحتاج إلى صيانة وتبديل قطع غيار بشكلٍ شبه دوري".

 

ومن جانب آخر، يقول قاسم المجدلاني، المسؤول في مكتب الأشغال والمرافق العامة بمجلس مدينة السويداء، إن هناك نقصاً في عدد شاحنات النفايات الموجودة لديهم والتي لا تكفي لتغطية العمل على مستوى كامل المدينة، بالإضافة إلى الأعطال التي تظهر فيها.

 

ويرى أن هناك معوقات أخرى تؤخر عملية إفراغ الحاويات من حمولتها، ويذكر منها نقص كميات المازوت التي تتزود بها الآليات، والمخصصة من قبل مجلس محافظة السويداء.

 

ويشير في حديثه لـ"نورث برس" إلى أنهم قدّموا منذ ما يقارب العام، قائمة طلبات إلى وزارة الإدارة المحلية التابعة للحكومة السورية في دمشق، تضمنت كافة احتياجاتهم وشرحاً موسعاً حول صعوبات عملهم وحجم الشكاوي المقدمة من قبل السكان، لكنهم لم يتلقوا حتى الآن أي استجابة من الوزارة.