مسابح السويداء خالية من روادها بسبب الغلاء والخشية من كورونا
السويداء – نورث برس
تبدو المسابح الصيفية في محافظة السويداء أقصى جنوبي سوريا، شبه خالية من روادها هذا العام، على عكس السنوات السابقة حيث اعتادت العوائل ارتيادها خلال فترة الصيف بغرض التنزه والترفيه.
ويُعدُّ إهمال عمليات تنظيف المسابح وتعقيمها وسط تفشي المخاوف من الإصابة بفيروس كورونا، وارتفاع أسعار تذاكر الدخول إلى جانب غياب الرقابة الحكومية، من أهم أسباب خلو معظم المسابح من روادها.
وقال ممدوح الأعوج (35 عاماً)، وهو أحد سكان مدينة السويداء، إنه لاحظ كميات من الأوساخ وبقايا الأطعمة تطفو على سطح مياه أحد المسابح لدى ارتياده برفقة عائلته قبل عدة أيام، بالإضافة إلى روائح كريهة تخرج من الحمامات والمشالح الخاصة بالمسبح.
وقال "الأعوج"، لـ"نورث برس"، إن هذه المظاهر دفعته للانصراف عن معاودة دخول المسبح مرةً أخرى، "لأن المسابح لم تعد كما كانت سابقاً بسبب نقص عمليات التنظيف والتعقيم".
ويوجد في السويداء /30/ مسبحاً مستثمراً ما بين القطاعين العام والخاص تحت إشراف فرع الاتحاد الرياضي ومديرية الصحة بالمحافظة.
أما محمود الحناوي (47 عاماً)، وهو من سكان مدينة صلخد، فقد قال إنه تعرض "لبثور جلدية مزمنة في منطقة القدمين جراء ضعف عمليات التعقيم في المسابح".
وأضاف لـ"نورث برس": "لم نعد نثق بإجراءات النظافة الخاصة بتعقيم وفلترة مياه المسابح بشكلٍ عام (..) فقد باتت تتسبب بانتقال أمراض جلدية وتنفسية إلى الرواد".
كما أشار "الحناوي" إلى أن تكاليف الدخول لا تناسب وضعه الاقتصادي ودخله، فالأمر يتطلب منه دفع عشرة آلاف ليرة لكل زيارة مع عائلته المكونة من خمسة أفراد، "لأن تذكرة دخول المسبح تكلّف حالياً ألفي ليرة سورية لكل شخص".
ولفت إلى أن إغلاق المتنزهات والمرافق الترفيهية دفع العائلات للتوجه إلى المسابح رغم غياب اللجان الصحية الحكومية المُكلَّفة بمتابعة الالتزام بقواعد التعقيم والنظافة في هذه المنشآت.
وقال تيمور عبيد، وهو مالك مسبح "فيليب العربي" الصيفي في مدينة شهبا، إنه لم يفتح أبواب مسبحه خلال صيف هذا العام، بسبب غلاء المعقمات وفلاتر المسابح إلى جانب ارتفاع أجور الأيدي العاملة.
وأضاف لـ"نورث برس": "هناك زيادة مضاعفة في أسعار مادة الكلور وصفائح الفلاتر المائية الخاصة بتنقية المياه وكذلك غلاء تكلفة تعبئة حوض السباحة بالمياه".
وقال "عبيد" إن تغطية تكاليف المسبح حالياً مع هامش بسيط من الربح تحتاج إلى رفع ثمن تذكرة الدخول إلى ثلاثة آلاف ليرة سورية، "ولكن هذا لا يتماشَ مع دخل الناس".
وقال فوزي شاش، وهو مسؤول اللجان الحكومية المُكلَّفة من قبل مديرية الصحة والاتحاد الرياضي بمتابعة المنشآت المائية، إن بعض أصحاب المنشآت والمنتزهات المائية يلجؤون إلى إضافة مواد أخرى غير صحية وغير مجدية في مكافحة الآفات المائية بعد ارتفاع أسعار عبوات التعقيم من كلور ونترات البوتاسيوم المستخدمة في مكافحة الجراثيم والطفيليات.
وأضاف لـ"نورث برس": "قمنا بتوجيه إنذارات خطية لمستثمري بعض المنشآت المائية تتضمن توثيق حالات تلوث أحواض السباحة وتخفيف إضافة المطهرات المائية الملائمة، محذرين إياهم بإغلاق منشآتهم مع غرامات مالية مرتفعة إذا ما استمر الوضع على هذا النحو".
وعلل "شاش" تلوث المسابح وعدم التقيد بإجراءات الوقاية من كورونا بنقص أعداد الكوادر الرقابية وكذلك قلة الأجور التي يتقاضونها، ما أدى إلى تقاعس البعض منهم عن تنفيذ واجبهم .