"آريا ستارك" مطعم بكادر نسائي في ديرك شمالي سوريا

ديرك – سولنار محمد – نورث برس

 

لم تعد العادات والتقاليد أو مشقّات العمل تقف عائقاً أمام نساء المنطقة، فقد قررن مزاحمة الرجال في العديد من المهن التي كانت حِكراً عليهم فقط، ويمثّل العمل في المطاعم إحدى تلك المهن التي قررت داليا شبلي اقتحامها من خلال افتتاح مطعم نسائي في مدينة ديرك شمال شرقي سوريا.

 

داليا شبلي (38 عاماً)، امرأة طموحة وتمتلك موهبة الطبخ، قررت أن تفتتح مطعماً على نفقتها الخاصة في مدينة ديرك على أن يكون جميع العاملين فيه من العنصر النسائي باستثناء رجل واحد يعمل كفرّان.

 

تقول "شبلي" لـ"نورث برس": "يتميّز مشروعي بإدارته وكوادره النسائية.. هوايتي الطبخ ومارست موهبتي هذه بداية ضمن عائلتي"، بهذه الكلمات بدأت "شبلي" حديثها وكلها إيمانٌ بذاتها وأملٌ بأن يكون هذا المشروع الذي افتتحته منذ أسبوعين فاتحة وفأل خير عليها، بحسب تعبيرها.

 

عملت "شبلي" سابقاً في إدارة مطعم نسائي كان يتبع لمكتب المرأة في بلدية الشعب بمدينة ديرك.

 

ولأن لها تجربة سابقة في هذا المجال، ولتنمية موهبتها، قررت افتتاح المطعم الخاص بها منذ أسبوعين، "مهنتي لم تفارقني طوال الوقت… رغبت أن أكملها بشكل مستقل وأن أكون أنا سيدة عملي بدلاً من العمل لدى الآخرين".

 

وتعمل في المطعم سبع نساء، تتقاسمن العمل على ورديتين، صباحية ومسائية، ويقدّمن مأكولات شعبية كاللحوم المشوية والفطائر والبيتزا وغيرها، إضافة إلى تقديم وجبات سريعة وطلبات خارجية للزبائن.

 

وتشير "شبلي" إلى أنهن ملتزمات بقواعد النظافة والصحة، كما أنهن يتقيّدن بارتداء القفازات والكمامات تطبيقاً لقرارات الإدارة الذاتية للوقاية من فيروس كورونا وأي أمراض أخرى، مبينة أن القسم الأعظم من عملهم يعتمد على الطلبيات الخارجية.

 

اختارت داليا شبلي كل شيء بعناية بالغة، حتى اسم المطعم الذي اختارت له اسم "آريا ستارك"، إذ أن كلمة "آريا" تعني الشعلة و"ستارك" تعني النجمة، وللكلمتين دلالة على النور والإشراق، "ومن هنا جاءت فكرة الاسم، من أجل أن تكون حياتنا ومستقبلنا مشرقين"، وفق تعبيرها.

 

وتضيف أنها لا تواجه صعوبات في عملها، إلا من ناحية تدبير أمور منزلها، حيث نظمت وقتها بين المنزل والمطعم، تستيقظ من السادسة والنصف صباحاً لتعمل على توضيب وترتيب منزلها وعند الثامنة تنطلق إلى المطعم لتبقى هناك حتى الثالثة عصراً.

 

ومن ثم يعود زوجها من عمله ليصحبها معه إلى المنزل لإعداد وجبة الغداء له ولأطفاله، ثم تعود بعدها إلى المطعم وتبقى فيه حتى الثانية عشر ليلاً.

 

"شبلي" واحدة من النساء اللواتي لم يتركن أحلامهن مجرد صور مرسومة في خيالهن، فقد بذلت كل ما في وسعها لتحقيق طموحها وترجمته على أرض الواقع.

 

وتحتضن مدينة ديرك عدة مشاريع نسائية تتبع لمكتب المرأة التابع للبلدية والبعض الآخر لمكتب المرأة في هيئة الاقتصاد تشجيعاً لانخراط المرأة في سوق العمل، وافتتح مكتب المرأة في بلدية الشعب بديرك عام 2016 أول مطعم بكادر نسائي كانت داليا شبلي ضمن الكادر الإداري فيه.

 

ودعت صاحبة مطعم "آريا ستارك" النساء اللواتي لهن شغف في أي مجال تجاري إلى الانخراط بالعمل فيه، "لسنا أقلّ قدرة من الرجال، وإذا حققنا طموحنا، قد نكون ناجحين أكثر منهم (..) أتمنى من كل امرأة لديها موهبة ما أن تعمل على تحقيقها لأن الفرصة قد لا تأتي سوى مرة واحدة".

 

وقالت شاهة أحمد (40 عاماً)، وهي إحدى العاملات في المطعم، إنها سعيدة بعملها في المطعم مع مجموعة من النساء، وإنها تعمل من أجل إعالة أطفالها الأربعة بعد وفاة زوجها، "إنها فرصة عمل جيدة جداً وتبقى أفضل من الجلوس دون عمل"، وفق وصفها.

 

وأضافت: "نحن ست نساء، واحدة منا تختّص بغسل أواني الطعام والأخريات ينهمكن في إعداد الوجبات، نعمل من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الحادية عشر مساءً، ونطبخ جميع المأكولات المنزلية كالكبّة والقشّة والمحاشي والفروج  ولحم الغنم والفطائر ومأكولات الفرن".

 

وقال محمد عبد الحنان (35 عاماً)، المنحدر من منطقة كوباني شمال شرقي حلب، والذي يعمل في ديرك، إنه بحث عن مكان يتناول الطعام فيه ووجد مطعم "آريا ستارك"، فقرر تناول عشاءه فيه لأن جميع العاملين فيه من النساء، فـ"طبخ النساء لذيذ" وفق تعبيره.

 

وأضاف أن المطعم نظيف وسريع في تنفيذ الطلبات، وأنه "كرجل، يشجع على الاستمرار في هذا المشروع النسائي الجيد".