القاهرة ـ سيد مصطفى ـ NPA
لم يهدأ قطاع غزة خلال الأيام القليلة الماضية، حيث أحالت الغارات الإسرائيلية ليله إلى نهار، مع صواريخ فلسطينية ضد أهداف في الكيان، حتى جاءت مصر لتنهي هذا الوضع المأساوي وتعيد التهدئة، لتثار الأسئلة حول تلك التفاهمات وماذا طبق منها، ومصير القطاع فيما بعد التهدئة.
الحصيلة صفر
“وعود وصفر على أرض الواقع” بتلك الكلمات وصفت ريم أبو جامع، نائب رئيس الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة، وممثلة فلسطين بالاتحاد، المقيمة بالقاهرة، في حديث لـ”نورث برس”، نتائج التفاهمات الأخيرة بين الفصائل الفلسطينية.

ريم أبو جامع، نائب رئيس الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة
وبينت أبو جامع: “أن المحتل الإسرائيلي عندما يجد نفسه في مهب الريح، يقود بالوعد بتنفيذ المطالب، كل ما حدث هو إيقاف الصواريخ تجاه إسرائيل، وإيقاف القصف الإسرائيلي على القطاع، هذا واقعًا لم يحدث، ولكن على صعيد التفاهمات لم يحدث شيء فلم يرفع الحصار ولا عادت حركة مواطنين أو البضائع من وإلى القطاع.
وأكدت أبو جامع لـ”نورث بريس”، أن التفاهمات كانت عبارة عن “إبر بنج” أعطتها القوات الإسرائيلية للمقاومة، عند حلول موعد يوم الأرض 31 آذار/مارس، كي لا تقوم بزيادة توتر الأوضاع يوم الأرض، وأعلنت أن هناك تفاهمات، “لتقوم بالاعتداءات على الفلسطينيين بأبشع الهجمات”.
التصعيد في القطاع
وأضافت نائب رئيس الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة، أن مجهودات المصالحة المصرية الأخيرة جاءت بعد تصاعد الأحداث في قطاع غزة، منذ يوم الجمعة أثناء مسيرات العودة عندما استشهد أربع مواطنين برصاص الاحتلال الإسرائيلي، رغم وجودهم في حالة سلمية.
وأكدت أبو جامع، أن الجهود مصرية كانت لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه سابقًا، بناء على تلك التفاهمات السابقة، واستمرت المفاوضات لعدة ساعات حتى توصل الطرفان إلى اتفاق في صباح الاثنين أول أيام رمضان، لتنفيذ الاتفاقات السابقة سواء بفتح الحصار أو بالتهدئة، لأن مصر هي من سبق وأشرفت
على تلك التفاهمات، ولكن طبعًا إسرائيل اكتفت بالتهدئة ولم تنفذ شيء.
بدوره قال السفير حازم أبو شنب، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، إنه تم التفاهم بين الأطراف على وقف التصعيد، وعودة الأوضاع إلى ما قبل حدوثه.

السفير حازم أبو شنب، عضو المجلس الثوري لحركة فتح
وبين السفير حازم أبو شنب، أن أزمة التصعيد الأخير حدثت لأن حماس تسيطر على قطاع غزة وتستفرد بالقطاع، وترهن كل سكانه لرغباتها.
الأموال القطرية كلمة السر
وأكد أبو شنب في تصريحات لـ”نورث بريس”، أن أزمة حماس كانت تكمن في نفاذ الأموال اللازمة لإدارة القطاع منها، ولذلك حدث التصعيد، وانتهى بتعهد من نتنياهو، بالسماح للأموال القطرية بالدخول للقطاع.
وطالب أبو شنب، حركة حماس من تمكين الحكومة الفلسطينية أن تعمل داخل القطاع حتى يتسنى للسلطة أن تمد المواطن الفلسطيني بالقطاع بمتطلباته، مبينًا أن الخدمات معدومة في القطاع، “بعد أن منعتها حماس وقررت أن تكون بديلاً للحكومة الفلسطينية”.
مسؤولية حماس عن التصعيد
بينما اتهمت هند العربي، الصحفية الفلسطينية، وعضو حركة تمرد على الظلم في غزة، والمقيمة بالقاهرة، حماس بالمسؤولية وراء التصعيد الأخير بسبب سيطرتها على القطاع من جانب واحد.

هند العربي، صحفية الفلسطينية
وبينت الصحفية في حديثها لـ”نورث برس”، “أنه منذ أكثر من عشر سنوات كانت هناك مطالبات لحماس بتسليم سلاحها للمصريين وتسليم القطاع للحكومة، ولو حدث هذا في حينه لتجنب الشعب الفلسطيني ما خسره، و لتمكنت السلطة الفلسطينية من طلب حماية دولية، تكون كفيلة بمنع الولايات المتحدة من التفكير بصفقة القرن”.