هدوء إيراني تجاه عاصفة لينكولن

الرياض ـ NPA
أظهر المسؤولون الإيرانيون، هدوءاً وتريثاً تجاه الحملة الإعلامية التي رافقت إعلان الولايات المتحدة، الأحد الماضي، إرسال حاملة الطائرات “إبراهام لينكولن” إلى الشرق الأوسط.
ووفق تصريحات نقلت عن باتريك شاناهان، القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي، يوم أمس الاثنين، فإن بلاده أرسلت حاملة طائرات وقاذفات إلى الشرق الأوسط بسبب “تهديد جاد من قوات النظام الإيراني”.
ولم يتم الإعلان بشكل صريح أين ستتمركز حاملة الطائرات، فهي دخلت مناطق عمليات القيادة الأمريكية الوسطى، وهي منطقة عمليات واسعة تمتد من شرق البحر المتوسط، قبالة السواحل السورية واللبنانية، والبحر الأحمر وخليج عدن والقرن الأفريقي، فضلاً عن منطقة الخليج وإيران وحتى كازاخستان.
ولم تحظ الخطوة الأمريكية باهتمام إعلامي في إيران، حيث تعمّد المسؤولون الإيرانيون، تجنب التطرق بشكل مباشر إلى خطوة إرسال “لينكولن” إلى المنطقة، باستثناء تصريح للمتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، كيوان خسروي، الذي قال فيه إن مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون “يفتقر للفهم العسكري والأمني”.
وأفادت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء بأن كيوان خسروي، قال في معرض رده على بولتون بشأن إرسال حاملة الطائرات إلى المنطقة: لقد دخلت هذه الحاملة قبل /21/ يوماً البحر المتوسط، وبيان بولتون هو توظيف ساذج لحدث محترق في الحرب النفسية”.
واكتفى المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، علي خامنئي، في لقاء مع فعاليات تعليمية، بالتأكيد على صمود إيران في وجه التهديدات. ومثله اكتفى وزير الدفاع، العميد أمير حاتمي، اليوم الثلاثاء، بالقول إنّ “الأعداء عبر توظيفهم الحرب الناعمة والعمليات النفسية يسعون إلى تضعيف المعنويات الوطنية وعدم شعور الشباب بالثقة بالنفس”.
وبعد مرور أسبوع على إلغاء الولايات المتحدة منح الإعفاءات النفطية لثماني دول مستوردة للنفط الإيراني، ما زالت إيران تبيع شحناتها من النفط عبر مضيق هرمز، وإن كانت بكميات أقل من السابق.
وتوقع مسؤول نفطي إيراني أن تهبط الصادرات خلال الشهر الحالي إلى نحو /500 – 700/ ألف برميل يومياً، بانخفاض قدره ما بين /500 إلى 300/ برميل يومياً.
واعتبر وزير الداخلية الايراني، عبد الرضا رحماني فضلي، أن “دفع الأعداء إلى اليأس عبر تبديد أثر الحظر الذي فرضوه على إيران خير تدبير”.
وكانت واشنطن قد أعلنت أن خطة العقوبات تقتضي “تصفير” صادرات النفط الإيرانية، غير أن هناك شكوكاً تحيط بالطموح الأمريكي، نتيجة عدم التزام بعض الدول بالعقوبات، مثل الصين، وعدم قدرة دول أخرى على استبدال النفط الإيراني الثقيل، مثل تركيا، بسبب عدم قابلية مصافي النفط التركية تكرير الخام الخفيف.
رغم ذلك، فإن حدوث أي احتكاك عسكري بين القوات الأمريكية والإيرانية، ستعني إغلاق مضيق هرمز، وقد تكون هذه هي المهمة غير المعلنة لأكبر حاملة طائرات أمريكية.