انتشار واسع لشبكات تهريب المسلحين شمالي حلب والحكومة السورية تعتزم إطلاق حملة عسكرية

حلب – نورث برس

 

انتشرت خلال الفترة الأخيرة، عمليات تهريب المسلحين بالإضافة إلى الأسلحة والمعدات العسكرية بين مناطق سيطرة الحكومة السورية بريف حلب الشمالي ومناطق تسيطر عليها فصائل المعارضة التابعة لتركيا شمالي سوريا.

 

وكشف مصدر أمني حكومي لـ “نورث برس”، أن القوات الحكومية بصدد إطلاق حملة أمنية وعسكرية واسعة قريباً، بغرض إغلاق كافة طرق التهريب في بلدتي نبل والزهراء ذات الغالبية الشيعية شمالي حلب.

 

وقال المصدر ذاته مفضلاً عدم التصريح باسمه، إن وجود القوات الإيرانية وانتشارها العسكري كان سبباً بتصاعد الفلتان الأمني في المنطقة وأنها “نأت مؤخراً عن مهمة حفظ الأمن”، على حد قوله.

 

وقال أبو علي نوح وهو قيادي في “قوات الدفاع المحلي” التي تقودها إيران ولها حضورٌ عسكري بارز بريف حلب الشمالي، إن “عصابات التهريب” كثرت بين هذه المناطق خلال الفترة الأخيرة، وتتشكّل من أشخاصٍ من المنطقة، خارجين عن القانون.

 

ومن جانبه حمّل “نوح” قوات الحكومة السورية المرابطة، المسؤولية الكاملة عن “حالة الفوضى والفلتان الأمني، الأمر الذي أدى إلى ظهور هذه المجموعات وتوغلها في المنطقة”.

 

ويبلغ عدد سكان بلدتي نبل والزهراء من الطائفة الشيعية، نحو /40/ ألف نسمة، حيث كانت القوات الحكومية قد تمكنت، في شباط/ فبراير عام 2016 من فكّ الحصار عن البلدتين، إلا أن قضية الفوضى الأمنية بقيت تؤرق حياة السكان.

 

وتابع: “نحن لا يمكننا التدخل في الشؤون الأمنية لأن هذه مهمة قوات الأمن وحفظ النظام التابعة للدولة”.

 

وأشار “نوح” إلى أن قواتهم وكذلك “مجموعات التهريب” الخارجة عن القانون مشكلة من أبناء البلدتين وأن أي تدخل من جانبهم سيؤدي إلى خلق فتنة عائلية وعشائرية.

 

ويرى سكانٌ محليون أن من واجب القوات الحكومية “وضع حدّ للفلتان الأمني الحاصل” وكذلك بدء عمليات أمنية واسعة لإغلاق طرقات التهريب أمام تلك المجموعات والقبض على المطلوبين.

 

وقال عبد السلام بلوة (50 عاماً) وهو محامِ من بلدة نبل، إن عمليات تهريب الأسلحة والمسلحين تتم عبر طرقاتٍ وعرة غرب نبل وتصل إلى بلدتي “براد” و”كيمار” الخاضعتين لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة التابعة لتركيا، تصاعدت مؤخراً.

 

وأشار إلى أن تلك المجموعات تفتح طرقاتٍ في هذه المناطق أمام الشبان الراغبين بالتوجه للقتال في ليبيا ضد قوات المشير خليفة حفتر، وذلك من خلال تهريبهم عبر نبل والزهراء إلى منطقة عفرين باتفاقٍ بين تلك المجموعات والمخابرات التركية.

 

وأردف :”المعطيات تشير إلى أن تركيا وجماعاتها المسلحة هي أبرز المستفيدين من استمرار حالة الفوضى والفلتان الأمني في نبل والزهراء”.

 

وأضاف بأن “الأوضاع الأمنية في هاتين البلدتين تتجه نحو الأسوأ، وأمسى تدخل القوات الحكومية أمراً ملحّاً لفرض القانون واعتقال الخارجين عن القانون”.