القامشلي – عبدالحليم سليمان – نورث برس
يجتمع مزارعو الشمام "التنوري" في ساعات الصباح الأولى أمام مدخل سوق الهال في مدينة القامشلي، شمال شرقي سوريا، ويبدؤون المزاد العلني لبيع محصولهم من الثمر الصيفي الأخضر المائل للصفرة.
وتتفرد منطقة القامشلي بريفيها الشرقي والغربي بزراعة الشمام/ البطيخ الأصفر المعروف بـ"التنوري" البيضوي الطويل وكذلك الكروي منه الذي يسمى محلياً "دستاركي"، نسبة إلى كلمة "دستار" الكردية والتي تعني حجر الرحى.
وقال المزارع نادر سعدون (37 عاماً)، المنحدر من قرية بياندور، /20/ كم شرق القامشلي، إنهم يجمعون الشمام التنوري في ساعات الفجر ويحملونه في السيارات من أجل بيعه في سوق القامشلي، ويضيف أن "التنوري" يباع بسعر "رخيص جداً" هذه الأيام، وأنه لولا امتلاكه لسيارة لما جنى من بيع محصوله أي فائدة، وفقاً لقوله.
وأضاف أنه يمتلك قرابة /40/ دونماً من الأرض التي يزرع فيها الشمام "التنوري"، وأنه يتميز بطعمه "المز"، الحلو المائل للحموضة، وهو الميزة الخاصة بهذا النوع من الفاكهة.
ويزرع "سعدون" الشمام بعلاً ودون إضافة أي مواد كيميائية أو أسمدة، معتمداً على مخزون الرطوبة في التربة، حيث تبدأ زراعته في شهر أيار/ مايو بينما يكون جنيه في تموز/ يوليو.
وفي أرجاء مدينة القامشلي في الشوارع والساحات وأمام محلات الخضار، تنتشر أكوام الشمام "التنوري" حيث يفترش الباعة الأرض طوال اليوم، أو يعرضونه على عربات خشبية، فعلى جسر نهر "جقجق" الذي يقسم المدينة إلى شطرين، ينتظر محمد هلال (18 عاماً)، وهو بائع من ريف القامشلي، الزبائن ليبيعهم الشمام بنوعيه "تنوري" و"دستاركي".
ويقول "هلال" إن الناس يقبلون على شراء الشمام بكميات جيدة في فترة نضوجه لكنهم لا يتقبلون ارتفاع سعره، "نتمكن يومياً من بيع ما بين /500/ الى /600/ كيلوغرام.
ويباع الشمام "التنوري" في مدينة القامشلي بـ/200/ ليرة سورية للكيلوغرام الواحد بحسب باعة.
ويضيف "هلال" أن سبب إقبال الناس على شراء الشمام "التنوري" في المدينة يعود إلى اعتقادهم أن نسبة السكر فيه منخفضة على عكس الشمام الأصفر ذي المذاق الحلو، وأنه بسبب ذلك يناسب جميع أفراد العائلة بما فيهم بعض المرضى.