الفوضى المرورية وغياب الرقابة يزيدان من حوادث السير في إدلب

إدلب – رزان السيد – نورث برس

 

تبقى الحوادث المرورية في إدلب وريفها، شمال غربي سوريا، في تزايد مستمر مودية بحياة ضحاياها من السائقين والسكان، كما تبقى مطالبات السكان باتخاذ إجراءات حازمة للحفاظ على حياة السكان وسط غياب الرقابة والانضباط دون جدوى.

 

وما يساعد على ازدياد الحوادث المرورية هو عدم امتلاك معظم السائقين لرخص قيادة بسبب عدم وجود أي مؤسسة تصدر مثل هذه الشهادات في المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلّحة بإدلب، والتي شهدت كثافة سكانية وازدحاماً غير مسبوق بعد وصول آلاف العوائل المهجرة قسراً من مدن وأرياف إدلب وحلب التي سيطرت عليها قوات الحكومة السورية.

 

وقال رائد العيدو، وهو سائق من ريف إدلب، لـ "نورث برس"، إن الفوضى المرورية في مدينة إدلب تزداد تفاقماً، "فالحوادث ازدادت الآن أكثر من أي وقت مضى، وخاصة بعد الازدحام الكبير الذي فرضه النزوح والتهجير".

 

وأضاف: " معظم السائقين يستهترون بأخلاقيات وقواعد القيادة، وكثيراً ما أتفاجأ بالسيارات المخالفة التي تعبر عكس السير وبسرعة زائدة، والتي دائماً ما تتسبب بحوادث كارثية تنتهي بحالات وفاة، وسط غياب شبه تام لشرطة المرور على الطرق الرئيسية، ما يدفع بعض السائقين للقيادة برعونة وسرعة زائدتين".

 

وقال يحيى السعيد (38عاماً)، الذي فقد قدمه نتيجة حادث مؤلم إثر اصطدامه بسيارة شحن أثناء قيادته دراجته النارية، إنّه بينما كان متوجهاً عبر إحدى الطرق الرئيسية، فوجئ بسيارة شحن خالفت الحركة المرورية، وتوجهت بعكس السير بسرعة كبيرة، لتصدمه بقوة.

 

وأضاف: "نُقلت إلى المشفى بحال سيئة، حيث بترت قدمي إثر الحادث نتيجة الكسور والتهشم في العظام".

 

ويرى "السعيد" أن معاناته الآن لفقدانه لقدمه "هي بسبب قلّة وعي سائق العربة، واستهتاره الذي تسبب بعجزي".

 

وقال ناصر صدير (27عاماً)، وهو متطوع في الدفاع المدني العامل في مناطق سيطرة فصائل المعارضة المسلّحة في إدلب وريفها، لـ "نورث برس"، إنهم يستقبلون ما لا يقل عن خمس إصابات يومياً جراء الحوادث المرورية المتكررة في قرى وبلدات ريف إدلب.

 

وأضاف: "تتراوح الأضرار ما بين المتوسطة كالكسور والرضوض والجروح المزمنة، والخطرة التي يتم نقلها إلى المشافي والنقاط الطبية المتخصصة، بالإضافة إلى حالات يتم نقلها إلى المشافي التركية لخطورتها".