ديرشبيغل: مشقة المختطفين الإيزيديين الأسرى لدى داعش إثر عودتهم إلى موطنهم

برلين – NPA
سلَّطت المجلة الألمانية المعروفة “دير شبيغل” في عددها الأخير، الضوء على عودة المختطفين الإيزيديين لدى تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى موطنهم في شنغال، إثر تحريرهم من قبل قوات سوريا الديمقراطية “قسد” في الأشهر الأخيرة.
وقالت المجلة في تقرير أعدته من شنكال، بأنه تم جمع شمل الإيزيديين المختطفين مع عائلاتهم بعد هزيمة “تنظيم الدولة الإسلامية” على يد قوات سوريا الديمقراطية، حيث كان من بينهم الأطفال الذين أصيبوا بصدمة عميقة أثناء وجودهم في الأسر، نتيجة ممارسة تنظيم “الدولة الإسلامية” عملية غسيل الدماغ بحقهم إيديولوجياً، حتى ظنوا بعد شهور من تحريرهم بأن أهلهم يمثلون الشر.
وقالت المجلة بأن كل من (آلان آزدو ولينا آزدو)، وهم أولاد عمومة، جرى اختطافهما منذ آب/ أغسطس عام 2014، وقد تم تحريرهم مؤخراً على يد قوات سوريا الديمقراطية في منطقة الباغوز، مشيرة أن آلان، البالغ من العمر /11/ عاماَ بقي صامتاً في لحظة لقائه مع قوات سوريا الديمقراطية، في حين بادرت لينا البالغة من العمر /12/ عاماً للتكلم باللغة الكردية مع مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية، ليتم تحويلهما أولاً إلى مخيم الهول في ريف الحسكة، ومن ثم تسليمهم إلى ذويهم في شنكال بالعراق.
 وأوضحت المجلة أن لينا تقول إنها سعيدة بوجودها مع والديها بعد فراق طويل، كما أنها لا ترتدي الحجاب وتضع حلقات من الذهب على أذنيها في الوقت الحالي، غير أن لينا لا تزال تراوغ في إجاباتها، حينما تسأل من قبل والديها عن أحوالهم تحت نفوس” الدولة الإسلامية”، في حين أن الطفل آلان يلتزم الصمت طوال الوقت، ويرفض أن يلعب مع أقرانه من أطفال الجيران.
وأشارت المجلة الألمانية أنه خلال فترة وجودهما مع “داعش”، تم خداع الأطفال للاعتقاد بأن والديهم كانوا أشرار، وأن الطائفة الإيزيدية تصنف في خانة “الكفرة” ومصيرهم سيكون في “جهنم، كما أُجبر الأطفال على اعتناق الإسلام، والصلاة خمس مرات في اليوم، وعند القيام بذلك، سيجدون الخلاص. وأوضح التقرير بأن آلان لا يزال يصر على أنه مسلم وليس إيزيديًا، كما يقول والده. وأول ما سألته لينا بعد عودتها كان: “هل صحيح أن الإيزيديين يدخلون في النار الأبدية عندما يموتون؟”.
“لقد كان تكتيكًا غادرًا” وفق ما يشير التقرير: “فقد أُجبر الأطفال على عدم الثقة في آبائهم ونسيان هويتهم الدينية، وتشويه كل ما يمت بصلة بالطائفة الإيزيدية، حيث شرعت “داعش” نفس الحيلة بشكل مشابه مع جميع الفتيات والنساء اللواتي تعرضن للاغتصاب، كثيراً ما قيل لهن إنهن لم يعدنّ إيزيديات، وأن ذويهنّ سيقتلهنّ في حال العودة إلى موطنهم”.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية التي حررت بلدة الباغوز كآخر معقل تحت سيطرة “تنظيم الدولة الإسلامية” سوريا، تمكنت من تحرير حوالي /200/ امرأة وطفل من براثن تنظيم “الدولة الإسلامية” بما في ذلك حوالي /50/ شخص في الباغوز لوحدها.
ويعيش المجتمع الإيزيدي حالة معزولة جداً اجتماعياً. حيث تم رفض تزويج النساء اللاتي دخلن في علاقة مع أشخاص من أديان أخرى تحت مسمى “جرائم الشرف”. ولكن بعد مذابح داعش، قرر الزعيم الديني للإيزيديين وفق ما نقله التقرير، بقبول الأشخاص الذين اختطفوا في المجتمع، حتى أنه ابتكر طقوسًا: في قرية لاليش في كردستان العراق التي تعتبر أهم مواقع الحج للطائفة الإيزيدية، بحيث يتم سكب الماء على النساء العائدات في طقوس تشبه التعميد، وبعد ذلك تعود المرأة طهارة مجدداً.
وتبعاً لما أورده التقرير، فإن قوات سوريا الديمقراطية التي استولت على الباغوز، رجحت بأن “داعش” ربما قطعت رؤوس العشرات من الفتيات والنساء الإيزيديات في واحدة من فظائعها الأخيرة في القرية، وذلك بعدما اكتشفوا مقابر جماعية بجثث النساء المقطوعات الرأس، كما ذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية، بأن القوات الخاصة البريطانية اكتشفت الرؤوس المقطوعة لنحو /50/ امرأة في صناديق القمامة في الباغوز.
ووفق ما تقول والدة آلان، من المفترض أن يعود آلان إلى المدرسة مرة أخرى بمجرد تسجيل عودته لدى الحكومة الكردية المتمتعة بالحكم الذاتي في شمال العراق، مضيفة: “آمل أن يُهدئ نفسه، لقد أصبح منطوياً على نفسه، لم يكن هكذا من قبل”.
وسبق أن أوضحت الأمم المتحدة، أن الطائفة الإيزيدية تعرضت إلى “إبادة جماعية”. حيث من بين حوالي /550،000/ إيزيدي من الذين عاشوا في العراق قبل غزو “الإرهابيين”، تراجعت النسبة في الوقت الحالي إلى حوالي /360،000/ غالبيتهم يعيشون في مخيمات اللاجئين، في حين تشير التقديرات بأن حوالي /100/ ألف شخص هاجروا إلى الدول الغربية، حيث استقبلت ألمانيا غالبية المهاجرين، ووضعت برامج خاصة للضحايا في ولايات مختلفة، كما قامت كل من كندا وأستراليا بتنفيذ نفس المشاريع التأهيلية.