اسطنبول ـ نورث برس
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا من جديد، بحادثة اعتداء مجموعة من الشبان الأتراك على طالبين سوريين بشكل "وحشي" حسب ما وصفت مصادر مهتمة بأوضاع اللاجئين السوريين في تركيا، وذلك في ولاية "هاتاي" الحدودية مع سوريا.
وقال "عمر خليل" ناشط حقوقي مهتم بأخبار السوريين في تركيا لـ "نورث برس" خلال اتصال هاتفي معه، إن "مجموعة من الشبان الأتراك اعترضوا بعض الطلاب السوريين أثناء خروجهم من مركز لتعليم اللغات في مدينة كركخان التابعة لولاية هاتاي التركية، وكما ذكر أخ أحد الضحايا أنهم عندما كانوا عائدين إلى المنزل قام بعض الشبان الأتراك باعتراضهم، وعندما علم الشبان الأتراك أنهم من الجنسية السورية انهالوا عليهم بالضرب بكل وحشية وعنصرية".
وأشار إلى أن "الشبان الأتراك وجهوا للشبان السوريين عبارات نابية وبذيئة، إضافة للعبارات العنصرية شديدة اللهجة وأهمها "(إمّا أن ترجعوا إلى بلادكم، أو سنقتلكم هنا)".
وأضاف أنه "نتج عن ذلك رضوض قوية في مختلف أنحاء الجسم للشاب الأول، بينما تعرض الشاب السوري الثاني لنزيف داخلي في منطقة الدماغ وكسر في منطقة الجمجمة وهو الآن في العناية المركزة في المستشفى الحكومي التابع للمدينة".
وأكد المصدر أنها "ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الشبان السوريون للمضايقات في مدينة كركخان، وسط غياب الجهات الضابطة للأمر".
مصادر أخرى قريبة في المنطقة ذكرت أن "ثلاثة من الطلاب السوريين تمكنوا من الهرب والابتعاد عن الجناة، فيما عجز أحدهم ويدعى (مفوّض إبراهيم) عن ذلك وكاد (مفوّض) أن يفقد حياته لولا تدخل امرأة تركية استطاعت أن تخلصه من بين أيدي الجناة، أثناء اعتداء الشبان الأتراك على (مفوّض) قام أحد الطلاب ويدعى (أنس حساني) بالعودة لمساندة زميله، فاجتمع عليه الشبان الأتراك واعتدوا عليه بوحشية وبدافع عنصري مقيت".
وتعليقاً على تلك الحادثة قال رئيس "منبر الجمعيات السورية في تركيا"، الدكتور "مهدي داوود" في منشور على حسابه في "فيسبوك" إن "ما حصل للطلاب في هاتاي أمر مشان وسنعمل على متابع القضية حتى ينال المجرمون جزاءهم".
وأعرب عدد من السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم الشديد من تلك الحوادث المتكررة التي يتعرض لها اللاجئ السوري في تركيا، مطالبين في الوقت ذاته بضرورة تحرك السلطات التركية للحد من تلك "العنصرية".
وقال أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي إنه "لا يوجد خوف ولا يوجد محاسبة وسوف تتكرر الاعتداءات".
وأضاف آخر أنه "لعنة الله على الجهل والتخلف والعنصرية وأصحابها .. الله معكم عليهم".
ولا تعتبر تلك الحادثة هي الأولى من نوعها، ففي 12 تموز الجاري، أقدم 5 شبان أتراك، على اغتصاب فتى سوري (15 عاماً)، في جريمة مشابهة لجريمة اغتصاب الطفل السوري في لبنان.
وفي 23 حزيران/ يونيو الماضي، اعتدى مجموعة شبان أتراك على فتى سوري (16 عاما) بعد أن تهجموا عليه بهدف سلبه هاتفه المحمول وما يملك من نقود، وذلك في منطقة "إيكي تيلي" بولاية اسطنبول التركية.
وقبلها تعرضت طفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة (9 أعوام) للاغتصاب على يد شاب تركي وذلك في ولاية دينيزلي غربي تركيا.
وتؤوي تركيا نحو /4/ ملايين لاجئ سوري يشتكون من ظروف اقتصادية سيئة، زاد من حجم معاناتهم تلك الانتهاكات الممارسة بحقهم بشكل زادت وتيرته، ما جعل كثيرون منهم يترقبون الفرصة للخروج من تركيا باتجاه أوروبا.