حلب: مشافِ حكومية توقف خدماتها وتكتفي باستقبال مرضى "كورونا"
حلب – نورث برس
توقفت، الثلاثاء، عدد من المشافي الحكومية في مدينة حلب عن تقديم خدماتها الاعتيادية للسكان بعد تحويلها إلى مراكز استقبال للمصابين بفيروس كورونا المستجد وسط عجز معظمها عن إجراء مَسَحات مخبرية للمصابين والمشتبهين.
وقالت مصادر مطلعة لـ"نورس برس" إن مشافي الرازي وابن الرشد والجراحة الجامعي توقفت عن استقبال المرضى غير المصابين بـ"كورونا".
وقال الدكتور معن دبا، مدير مشفى الرازي، لـ"نورث برس"، إن المشفى تحوّل إلى مركز لاستقبال حالات الإصابة بفيروس "كورونا"، وتوقف تماماً عن تقديم خدماته الاعتيادية تجنباً لنقل العدوى إلى المرضى غير المصابين.
وأضاف بأن المشافي الحكومية عاجزة عن إجراء مَسَحات طبية بسبب نقص المعدات اللازمة لإجراء الفحوصات الضرورية، وأعاد أسباب ذلك إلى العقوبات الاقتصادية المفروضة على الحكومة السورية التي لم تستثنِ القطاع الطبي منها حسب قوله.
ومن جانبٍ آخر، ذكر مصدر طبي داخل مشفى حكومي بحلب لـ"نورث برس"، أنه يتردد في اليوم نحو /10-15/ شخصاً يشتبه بأنهم مصابون بالفيروس إلى المشفى، ويطالبون بعزلهم خشية نقلهم للعدوى إلى عوائلهم.
وأضاف المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن هويته: "المشفى غير قادر على استقبال هؤلاء الأشخاص بسبب النقص الشديد في عدد الأسرّة والمعدات الموجودة لدينا".
ولفت إلى أن المشافي الحكومية تكتفي فقط بفحص حرارة المرضى وسط نقصٍ في أجهزة التنفس الاصطناعية، حيث يحتوي كل مشفى على ستة أجهزة كحدٍّ أقصى، وهذا العدد لا يكفي لإسعاف كافة الحالات الحرجة.
ومنذ مطلع أيلول / يوليو الماضي، بدأ فيروس "كورونا" ينتشر تدريجياً في مدينة حلب، وسط تكتم حكومي حول حقيقة تفشي الفيروس وضعف المنظومة الصحية التي تمتلكها الحكومة السورية في مواجهة الوباء.
ووفقاً للأرقام الرسمية التي نشرتها وزارة الصحة التابعة للحكومة السورية، سجلت مدينة حلب /41/ إصابة توفيت منها حالة واحدة، فيما بلغ العدد الإجمالي للإصابات المسجلة في سوريا حتى الآن /847/ إصابة، توفي منهم /46/ مصاباً.
وتنتشر في الأوساط الأهلية وعلى منصات التواصل الاجتماعي، أنباء حول وجود أعداد كبيرة من الإصابات والوفيات في حلب، الأمر الذي يزيد من مخاوف السكان.
وأشار تقرير نشرته "نورث برس"، في أيلول / يوليو الماضي، إلى أن السلطات تمنع وسائل الإعلام، بما فيها الحكومية، من إعداد تقارير حول الوضع الصحي ومواكبة تفشي فيروس "كورونا" ما أثار شكوك الصحفيين حول تكتم الحكومة السورية على إظهار الحقائق بشأن انتشار الفيروس.