استمرار ارتفاع أسعار مواد البناء يوقف مشاريع عمرانية في السويداء
السويداء – نورث برس
توقفت مشاريع عمرانية داخل محافظة السويداء، جنوبي سوريا، مؤخراً بسبب تغير أسعار مواد البناء بين فترتي التخطيط للمشروع والتنفيذ، ما خلق مشكلة بين المتعاقدين بعد إيقاف استكمال المشاريع من قبل المقاولين على أمل هبوط أسعار المواد اللازمة للبناء.
وقال ياسر أبو عسلي (68 عاماً)، من سكان مدينة السويداء، لـ "نورث برس"، إنه قرر مشاركة مقاول معروف في مدينة السويداء في بناء سكني بنسبة /50%/ في قطعة أرض تبلغ مساحتها /300/ م2، وذلك بهدف تأمين سكن لأبنائه وعلى أمل تخليصهم من دفع إيجارات المنازل كل شهر.
وأضاف: "بعد توقيع العقود مع المقاول لتشييد البناء الذي اتفقنا أن يكون مؤلفاً من خمسة طوابق وتوثيقها قانونياً، بدأ بحفر أساسات البناء، لكنه انقطع عن تمويل المشروع منذ عام ونصف، وكلما طالبته بالمتابعة، يقول انتظر حتى تنخفض الأسعار لأكمل ما بدأت به".
أمّا المقاول مجد العنداري (45 عاماً)، فقال لـ "نورث برس"، إن ارتفاع أسعار مواد البناء أصبح لا يتناسب مع الميزانية التي رصدها لمشاريعه، إذ أن لديه خمسة مشاريع متوقفة تماماً عن العمل، وإنها تسببت له بخسارة كبيرة.
وأضاف: "تضاعف سعر طن حديد البناء من /700/ ألف ليرة عند توقيع العقود، إلى مليونين ومئة ألف حالياً، كما أن طن الإسمنت كان يباع بـ /40/ ألف ليرة سورية، لكنه يبلغ الآن /100/ ألف ليرة سورية، هذا فضلاً عن ارتفاع أجور الأيدي العاملة".
ولفت "العنداري" إلى أن على الحكومة السورية ضبط أسعار مواد البناء الأولية، "فتجار السوق السوداء يتلاعبون بنا دون رقابة أو محاسبة، ولا يلتزمون بتسعيرة الحكومة السورية ويضربون بها عرض الحائط".
وقال مدير مؤسسة العمران التابعة للحكومة السورية، شفيق المتني، لـ"نورث برس"، إنّ الدولة السورية حددت أسعار مواد البناء من حديد وإسمنت، "إذ تحدد التسعيرة لطن الحديد بمليون وأربعمئة ألف ليرة سورية، بينما طن الإسمنت فتم تحديده بـ /65/ ألف ليرة سورية".
لكنه أضاف أن "الكميات التي تأتينا من معامل الصلب والحديد ومعامل الإسمنت من عدرا في ريف دمشق قليلة جداً، ولا تغطي احتياجات السوق، ما جعل القطاع الخاص يستورد مواد البناء من الخارج وبأسعار باهظة تفوق تسعيرة الحكومة".
وأشار إلى أن تضرر المعامل الخاصة بتصنيع مواد البناء نتيجة الحرب، وتطبيق "عقوبات قيصر"، وانهيار سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي، أمور انعكست سلباً على مشاريع الإعمار داخل محافظة السويداء.