محلل سياسي أمريكي: لقاء ماكنزي بالجنرال مظلوم يؤكد أن الانسحاب الأمريكي من المنطقة مستبعد
واشنطن – هديل عويس – نورث برس
قال محلل سياسي أمريكي، إن لقاء الجنرال كينيث ماكينزي، قائد القيادة الأمريكية المركزية للمنطقة الوسطى، بالقائد العام لقوات سوريا الديمقراطية الجنرال مظلوم عبدي، وزيارته لقاعدة التنف والجولة التي أجراها في الشرق الأوسط، مؤخراً "كل ذلك يؤكد أن الحديث عن انسحاب أمريكا من المنطقة أمر "غير ممكن".
وفي مقال كتبه المحلل الأمريكي "ديفيد اغناتيوس" في صحيفة "الواشنطن بوست"، جاء فيه، "الولايات المتحدة باقية لوقت طويل في كل من سوريا وأفغانستان وهذا أمر جيد".
وأشار "اغناتيوس" إلى أن الحديث عن حقبة "ما بعد أمريكا" في الشرق الأوسط "غير مدعّمة بحقائق على أرض الواقع فها هو ترامب اقترب من الوصول إلى الانتخابات الثانية له دون أن يتمكن من تحقيق وعد إعادة الجنود الأمريكيين إلى أرض الوطن فعلى الرغم من قلة محاولات إدارته بدا هذا الأمر مستحيلاً".
وأضاف، "ماكينزي في جولته الأخيرة في الشرق الأوسط، أكد للجميع أن أمريكا باقية ومهتمة أكثر من أي وقت بمتانة وجودها في الشرق الأوسط من خلال تحالفاتها مع دول الخليج وتواجدها في سوريا".
وشدد ماكينزي، على أنه لا يوجد أي خطط لسحب القوات الأمريكية من سوريا، مؤكداً على أهمية هذا التواجد لمقاتلة تنظيم "الدولة الإسلامية" من خلال لقائه بالقائد العام لقوات سوريا الديمقراطية الجنرال مظلوم عبدي، وزيارته إلى قاعدة التنف العسكرية في جنوب سوريا، وتأكيده على أن "القوات الأمريكية باقية فيها أيضاً"، بحسب "اغناتيوس".
وقال "اغناتيوس"، "بحسب خبرتي الطويلة في هذه المنطقة، فإن الانسحاب لا يتم بسبب وجود أزمات متجددة بشكل دائم في الشرق الأوسط، واليوم وأمام ما يحدث من انفجارات وانعدام للاستقرار في إيران تلوم فيه طهران إسرائيل، فإن التهديد بحدوث أزمة كبيرة في المنطقة كبير".
وأضاف، "تجربتي مع إيران تخبرني بأنها سترد على إسرائيل في مرحلة ما".
وأوضح "اغناتيوس" أن جولة ماكينزي تؤكد على الاستراتيجية الجديدة طويلة الأمد للولايات المتحدة في الشرق الأوسط والتي تقوم على البقاء ولكن عبر عدد قليل من القوات بالتنسيق مع شركاء أقوياء قادرين على مقاتلة الأعداء المشتركين.
وعد أردوغان
بدوره، قال الباحث الأمريكي آرون ستاين، في مؤتمر حضرته "نورث برس" في مركز أبحاث السياسات الخارجية، إن "أساس الحديث عن الانسحاب الأمريكي المزعوم كان قائماً على وعد أردوغان للرئيس ترامب بأن تركيا جاهزة لتحتجز سجناء تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وتقاتل التنظيم المتطرف في المنطقة".
إلا أن هذا لم يحدث بل على العكس، "(داعش) ينتشر في المناطق التي تسيطر عليها تركيا ولا تزال جهود الأخيرة مركزة بالكامل على حملة استهداف العمال الكردستاني والصراع مع روسيا التي تريد أخذ إدلب"، بحسب "ستاين".
سخرية محللين
وأثار خبر تناقله الإعلام التركي تحت عنوان "تحرير تركيا لامرأة مولدوفية وأولادها من شمال سوريا"، سخرية المحللين المختصين بالصراع الكردي – التركي.
المرأة التي تم "تحريرها" بحسب وكالة "الأناضول" التركية هي من سجناء تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الذين تحتجزهم قوات سوريا الديمقراطية لحين إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية لإخضاعهم للمحاكمات.
فكتب صحفية "فريدريك جينيرك"، هل أطلقت تركيا جبهة تحرير نساء "داعش"؟.
وأضافت، "نساء التنظيم المتطرّف محتجزات وفقاً لتوافقات وقوانين دولية إلى حين تتم محاكمتهم وهذا يعطي شرعية جديدة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وهو أمر تحرص تركيا على ألا يحدث حتى لو كان البديل عودة التنظيم"، بحسب صحفية "فريدريك جينيرك".