رام الله ـ أحمد اسماعيل ـ نورث برس
اعتبر مصدر من معهد "الأمن القومي" الإسرائيلي، السبت، أن أزمة فيروس كورونا "سرعت من كل الخطوات التي نشهدها في سوريا والمنطقة الآن، وكان من المتوقع أن يحدث أكثر منها ولكن ليس بهذه السرعة".
وأشار المصدر في حديث لـ"نورث برس"، إلى أن هذه الخطوات "سرعت من الانهيار الاقتصادي والعسكري للنظام السوري، حيث رأى أن رأس النظام سيسقط لا محال ولكن يحتاج وقتاً".
ومن هنا، يفسر المصدر الإسرائيلي لجوء ما وصفه بـ"ما تبقى من النظام السوري وعائلة الأسد" إلى عقد اتفاقية عسكرية مع إيران وبضغط من حزب الله اللبناني.
وأشار إلى "وجود شرخ في النظام السوري، بحيث أن جزءاً منه مرتبط بإيران، والجزء الآخر يرى ضرورة أن تكون روسيا هي المرجعية".
وبحسب المصدر الإسرائيلي، فإن "روسيا مزعوجة جداً من الاتفاق السوري – الإيراني".
وبين أن إسرائيل "غير قلقة من الاتفاق، وأنه لن يمنع عملياتها العسكرية لأن استراتيجيتها الأمنية لم تتغير".
ويرى المصدر أن "ما يجري الآن في سوريا سيؤدي إلى تشكيل فسيفساء مختلفة، وأن الحلم الكردي بإقامة الدولة في أوجهه".
من ناحية ثانية، تستند الدوائر الاستراتيجية الإسرائيلية على ما قاله ناطق سوري رفيع المستوى، حول أن سوريا "ستحصل على منظومة دفاع جوي من صنع إيران، وأيضاً على منظومات روسية اشترتها إيران".
بالاستناد إلى تقارير من إيران، ستزود هذه الأخيرة سوريا بمنظومة دفاع جوي متطورة، (صواريخ أرض – جو من طراز "Bavar-373") وهي منظومة صواريخ أرض – جو طويلة المدى، نسخة إيرانية عن منظومة "300S" الروسية التي يبلغ مداها /250/ كيلومتراً.
وسيتم أيضاً تسليم منظومة "خُرداد-3" لصواريخ أرض – جو ذات مدى متوسط يتراوح بين /50/ و/70/ كيلومتراً، بواسطتها أسقطت إيران طائرة استطلاع أمريكية في حزيران/يونيو 2019. بالإضافة إلى ذلك، تسعى إيران لتحسين أداء منظومة الدفاع الجوي السورية، وهي منظومات روسية تشغَّل بتوجهيات من مستشارين روس.
وقال الباحث الإسرائيلي أودي ديكل في مجلة "مباط عال"، في خلفية هذه الأمور، إنه يجب أن نأخذ في الحسبان ثلاث مسائل تقلق الرئيس السوري في هذه الأيام".
وأوضح أن المسألة الأولى تتعلق "بإشاعات فقدانه حظوته في نظر روسيا ورغبته في أن يلمّح للروس إلى أن لديه ركيزة بديلة؛ والثانية، روسيا التي تتلكأ في السماح للطواقم السورية بتشغيل منظومات الدفاع الجوي (300S)، وتسمح لإسرائيل، وأيضاً لتركيا، بالتحرك بحرية في مجالات سوريا".
أما الثالثة، فهي "ضرورة إيجاد رد على الضغوطات الخارجية عليه – استمرار وجوده في قصره في دمشق مشروط بإبعاد القدرات العسكرية الإيرانية عن الأراضي السورية واستعداده للبحث في إصلاحات دستورية في إطار عملية جنيف".
ويختم ديكل مقاله، "في صراعه على البقاء في النقطة الزمنية الحالية، يربط الأسد مستقبله بمستقبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي تواجه قيادتها تحديات داخلية وخارجية وتخوض هي نفسها معركة لبقائها".