خبير إقليمي: إعلان تركيا "إنقاذ" مولدوفية رسالة للخارج لخلق مبررات شن عملية عسكرية

القامشلي – زانا العلي – نورث برس

 

قال الخبير الإقليمي ومستشار الخارجية الفرنسية السابق مناف كيلاني، إن إعلان تركيا عبر وسائل إعلامها، بأن استخباراتها "أنقذت" امرأة مولدوفية من مخيم الهول في شمالي سوريا رسالة سياسية موجهة للخارج، وتدخل في سياق المبررات الإنسانية التي قد تطرحها تركيا لشن عملية عسكرية جديدة في مناطق الإدارة الذاتية.

 

وأوضح كيلاني في تصريح خاص لـ"نورث برس" أن "العملية الاستخباراتية التركية المزعومة، ليس لها أي طابع عسكري على الإطلاق، وإلا فكان الإعلام التركي الرسمي سباقاً في نشر تفاصيل أكثر حولها".

 

وكانت وكالة "الأناضول" الرسمية التركية قد ذكرت الجمعة الفائت، أن "الاستخبارات التركية أنقذت مولدوفية وأبناءها الأربعة" من مخيم الهول في شمالي سوريا، واتهمت قوات سوريا الديمقراطية باحتجازهم مع أن مجيئهم إلى سوريا "بغرض التجارة".

 

ويوجد نحو /11/ألف امرأة وطفل من عوائل عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من حوالي /54/ دولة محتجزين في جزء منفصل من المخيم يعرف بقسم الأجانب أو المهاجرات المعروفين بتشددهم، بحسب إدارة المخيم.

 

وكشف مصدر أمني رفيع المستوى من مخيم الهول في وقت سابق، الأحد لـ"نورث برس" أن الامرأة المولدوفية التي هرَّبتها الاستخبارات التركية هي زوجة مقاتل في تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وأضاف أن "ناتاليا باركال" كانت على قائمة المطلوبين لديهم، وسلمت نفسها لقوات سوريا الديمقراطية أثناء معركة الباغوز آخر معاقل التنظيم في سوريا، في آذار/ مارس 2019، وإنهم واكتشفوا هروبها بعد تنفيذ حملة أمنية في المخيم أواسط حزيران/ يونيو الفائت"، دون ذكر تفاصيل إضافية عن كيفية هروبها.

 

وقال مناف كيلاني "ما يبدو واقعياً أكثر هو أن المرأة التي يمكن أن تحمل الجنسية المولدوفية تمكنت من الهروب من المخيم والمرور إلى منطقة خاضعة لسيطرة الجيش التركي حيث أوقفت ريثما صدر القرار من السلطة السياسية باستغلال هذه الحادثة التي ليست بالنادرة على الإطلاق ومنحها طابعاً إنسانياً وأخلاقياً برسالة موجهة أساساً للخارج".

 

وأشار كيلاني إلى أن "تركيا تريد أن تقول للشعوب (وليس للدول الغربية التي توافق ضمنياً على الحضور التركي في الشمال السوري) إن أية عملية تركية مستقبلية يمكن أن تكون مبررة لأسباب إنسانية، من جهة، وأن الجيش التركي قادر على تطبيق مشيئته أينما أراد ومتى أراد وكما أراد (..) وهذه الرسالة الأخيرة هي طبعاً موجهة للمقاتلين الكرد لكسر معنوياتهم".

 

وأضاف أن أي عملية "إرهابية حقيقية أو مفتعلة" يمكن أن تقع على لائحة المبررات لعملية عسكرية يمكن أن تخطط لها وتنفذها إحدى الجيوش المتواجدة في المنطقة، وعلى رأسها الجيش التركي، وفقاً لقوله.

 

وقال مستشار الخارجية الفرنسية السابق مناف كيلاني، إن تنظيم "الدولة الإسلامية" نشأ بتمويل ودعم من دول عالمية بهدف إقامة بؤر عنف وتطرف تؤدي إلى منع أي استقرار في المنطقة، وأنه لم يتم القضاء على التنظيم إلى الآن "لأن القرار السياسي الدولي المشترك بإنهائه والتخلص منه لم يصدر بعد".

                                                          

وأشار إلى أن أي عملية عسكرية تركية محتملة في مناطق الإدارة الذاتية "ستكون بتنسيق كامل مع الإدارة الأمريكية، وبعلم القيادتين الروسية والسورية اللتين تنسقان أمنياً وبشكل مستمر مع القيادة التركية"، بحسب كيلاني.

 

وقال إن الهدف منها "هو إنهاء أي وجود لأي شكل من أشكال الإدارة الذاتية الكردية على الحدود الجنوبية لتركيا، بل وأبعد من المنطقة الحدودية إن اقتضى الأمر".