محللة سياسية: تركيا تعتقد أن واشنطن طعنتها بدعم وتسليح الكرد وعدم تسليم غولن
واشنطن – هديل عويس- نورث برس
قالت المحللة السياسية المصرية هند الضاوي، إن أردوغان يستغل الأجندات الغربية والعلاقة التركية القديمة بهذه الدول "لينفذ مشروعه الخاص وهو إعادة الدولة العثمانية أو العثمانية الجديدة وهذا يفسّر تحالفه مع القوميين في تركيا والانقلاب على التفاهمات والاتفاقات التركية مع الكرد".
وأضافت "الضاوي"، في حديث لـ"نورث برس"، أن تركيا تشعر في الآونة الأخيرة أن الولايات المتحدة "وجهت لها طعنة كبرى عبر دعم وتسليح الكرد في شمال شرقي سوريا، وعدم تجاوب أمريكا مع مطلب أردوغان من واشنطن بتسليم فتح الله غولن إلى تركيا، وأخيراً عدم منح تركيا منظومة الباتريوت، وبالتالي أخذت تركيا بالبحث عن بدائل ومن هذه البدائل التحالف مع روسيا".
ووصفت "الضاوي" الوضع في ليبيا بالخطير جداً في ظل تحركات تركيا باتجاه سرت والجفرة المنطقتين اللتان تعتبرهما مصر خطاً أحمراً بالنسبة للأمن القومي المصري وهي خطوة كانت قد حذرت منها مصر وأعربت عن عزمها التدخل في ليبيا إذا ما قامت بها تركيا مشيرة إلى إمكانية مصر القيام بتدخل عسكري في ليبيا وتسليح ودعم القبائل لمواجهة التدخل التركي.
ومساء أمس الاثنين، أعلن البرلمان المصري، في جلسة سرية، منح الموافقة على تدخل القوات المسلحة المصرية لحماية الأمن القومي المصري على خلفية الأوضاع في ليبيا.
وترى الضاوي أن توجه أردوغان نحو التوغل في ليبيا جاء في وقت كانت فيه تركيا وقواتها محاصرة في إدلب، "حيث حاولت تركيا قلب الطاولة على الجانب الروسي والاستفادة داخلياً، هرباً من الهزيمة في سوريا".
وأشارت إلى أن "الدور الأمريكي فيما سبق هو محاولة تخفيف الأثر الروسي أيضاً في هذه المنطقة عبر الدور التركي وهذا الموقف المعلن من البنتاغون والخارجية الأمريكي".
وتسعى تركيا منذ زمن بعيد لضم الشمال السوري إلى دولتها الحديثة، الأمر الذي رفضته بريطانيا في الماضي وتحول أنقرة اليوم فرضه عبر استغلال ظروف المنطقة للسيطرة ليس فقط في شمال سوريا هذه المرة بل في كل المناطق الهامة وخاصة منابع المياه في شمال إفريقيا ومنطقة الخليج العربي، بحسب "الضاوي".
وأضافت، "لذلك نرى تركيا في ليبيا والقرن الإفريقي والخليج العربي حيث تحاول السيطرة على الأرض قدر الإمكان للتحكم بالقرارات السياسية لهذه البلدان".