تبادل المناصب بين الحريري والعبدة.. معارضون يبينون مدى قدرة الحريري بالنهوض بالائتلاف

اسطنبول ـ نورث برس

 

بعد عملية تبادل المناصب والكراسي والأدوار، كما وصفها ناشطون، بين نصر الحريري رئيس الائتلاف الوطني السوري الحالي وبين رئيسه السابق أنس العبدة، يتساءل كثيرون عن مدى قدرة الحريري على النهوض بالائتلاف وإعادة "شعبيته المفقودة" له.

 

وشكا الكثير من المهتمين بالملف السوري من "حالة العطالة والعجز بالمطلق لدى المعارضة السورية، وتوقف الأفكار والمبادرات بشكل غير مسبوق، ومن حالة الجمود في كافة المؤسسات المعارضة"، متسائلين في الوقت ذاته عن كيفية المضي في عملية الحل السياسي في حال بقي الحال كما هو عليه، على حد وصفهم.

 

وتساءلت الصحفية المعارضة "بهية مارديني" في منشور على حسابها في "فيسبوك" عن السبب وراء نجاح خطة "تبديل الكراسي" بين نصر الحريري وأنس العبدة، مؤكدة في الوقت ذاته أن السبب ببساطة هو أن تلك الخطة نجحت لأنه تم العمل عليها والسعي لها".

 

وأضافت، "وهذا ما يجعلنا ننتقل إلى سؤال آخر هل يجب أن يكون لدينا مصلحة شخصية لنعمل لسوريا؟".

 

وقبل أيام، أعلن الائتلاف السوري، عن انتخاب الحريري، رئيساً جديداً له خلفاً لـ"أنس العبدة" المنتهية ولايته والذي تم انتخابه رئيساً للهيئة العليا للمفاوضات السورية، حيث تأتي تلك التغييرات في المناصب قبل أسابيع قليلة من انعقاد اجتماعات اللجنة الدستورية في آب/أغسطس المقبل.

 

وكان الحريري قال في تصريحات صحفية مؤخراً، إن "العملية ليست تبادل للمناصب بل تم التوافق على اختيار الشخصيات بانتخابات وفرز لأصوات، وأن اختياره كرئيس للائتلاف لم يحدث سوى مرة واحدة في تاريخ الشخصيات التي تعاقبت على رئاسة الائتلاف".

 

الشعبية المفقودة

 

وأثار التساؤل الذي طرح عن مدى قدرة الحريري على التوجه بالائتلاف نحو مكان أفضل، والقدرة على استعادة "شعبيته المفقودة" خاصة في الداخل السوري، العديد من ردود الفعل من معارضين سوريين، حيث رأى الناشط الإعلامي "عبيدة أبو العمر" في حديث لـ "نورث برس"، أن "الائتلاف مقيد ومرهون لجماعة الإخوان المسلمين وتركيا فلا أمل منهم، وأنهم مجموعة من اللصوص لا يملكون أي حس وطني، وأنهم عملاء مأجورين لدى الداعمين".

 

وأضاف "أبو العمر" أن "الحريري وجماعته لا يمثلون إلا أنفسهم، وهم عملاء باعوا كل شيء من أجل مصالحهم".

 

وتابع أن "جماعة الائتلاف وحسب ما يرى كل الناشطين في الداخل السوري أو حتى رواد مواقع التواصل الاجتماعي من المعارضين السوريين، أن هؤلاء هم أكبر عقبة في التحرر ونجاح الثورة، لأنهم بانتهاء النظام ونجاح الثورة سيفقدون وظائفهم، وهذا الأمر يؤمن بهم إيماناً مطلقاً كل من هو في الداخل السوري".

 

وكان الحريري قال أيضاً في تصريحاته الصحفية الأخيرة إن "الائتلاف الوطني يعمل على مراجعة أدائه وعلى تعزيز علاقة الائتلاف والتواصل مع السوريين في كل مكان، إضافة إلى مراجعة الملفات التي يشرف عليها محلياً ودولياً".

 

لا نهوض بالائتلاف

 

وتعليقاً على مدى قدرة الحريري على النهوض بالائتلاف وإزالة الصورة السوداء المأخوذة عنه من قبل معارضين ومهتمين بالشأن السوري وتداعياته، قال عمر حسون، باحث سياسي سوري من ريف حلب ويقيم في تركيا لـ "نورث برس"، إنه "لا يستطيع لا نصر الحريري ولا غيره النهوض بالائتلاف لأنهم بالأساس ليسوا أصحاب قرار فيه، ولو كانوا أصحاب قرار لنجح نصر الحريري ومن معه في هيئة المفاوضات التي بسببهم تنازلت عن كل مكتسبات الثورة".

 

وأضاف أنه "عندما أصبح نصر الحريري رئيساً لهيئة المفاوضات سألته أمام الحضور وبوجود عدد من الناشطين ماذا يعرف عن ديمستورا؟ فكان الرجل لا يعرف عنه إلا أنه مبعوث أممي فقط، ومن هنا تبين أن الحريري لم يكن لديه أية مسؤولية ليعرف مع من يتعامل".

 

وتابع، "هذا هو نصر وأنس العبدة وغيرهم دفعت بهم السفارات الموالية للنظام بالسر لهذه المنظمة ليسيطروا على مكتسبات الثورة وليفرطوا بها، أما نهوضه مهما بلغ فلن يقنع الشارع الثوري الذي على قناعة أنهم جزء من النظام وهم يعلمون أن أهل الثورة لا يثقون فيهم".

 

وبحسب مراقبين، يقف سوريون عند مفترق طرق على أمل إيجاد كيان أو جسم "ثوري" معارض، يلبي طموحاتهم التي سعوا إليها منذ انطلاق الأحداث في سوريا عام 2011، وينهي حالة المعاناة التي يمر بها النازحون والمشردون واللاجئون، إضافة لمعاناة من يقبعون داخل السجون الذين تتعالى أصواتهم من دون وجود أي آذان صاغية.