مصدر عسكري في المعارضة يكشف تفاصيل تتعلق بالتفاهمات التركية ـ الروسية في إدلب

إدلب ـ نورث برس

 

أفاد مصدر مقرب من "الجيش الوطني السوري" في الشمال السوري، عن تفاهمات تركية ـ روسية تجري مؤخراً، تتيح للروس السيطرة على المناطق الواقعة جنوب الطريق الدولي "حلب ـ اللاذقية"، وعدم السماح لفصائل المعارضة بالتواجد في تلك المناطق.

 

وقال المصدر الذي يتخذ من لقب "أبو خليل الإدلبي" اسماً له لأسباب أمنية، إن "الروس يجهزون للسيطرة على المناطق الواقعة جنوب الطريق (M4) من جبل الزاوية وحتى جسر الشغور، طبعاً بتفاهمات مع تركيا".

 

تفاهمات يفرضها الميدان

 

وأضاف "الإدلبي" في حديث لـ"نورث برس"، أن "إدلب لم تشهد حتى الآن اتفاقاً حقيقياً بين روسيا وتركيا، بل كل ما يجري عبارة عن تفاهمات يفرضها الميدان".

 

ونقل "الإدلبي" مخاوف سكان الشمال السوري عموماً ومنطقة إدلب خصوصاً وقال إن "المخاوف هي من موجة نزوح جديدة لقاطني هذه المناطق، علماً أن أريحا والمناطق القريبة تشهده عودة للنازحين بعد إخلائها خلال معارك شباط الماضي".

 

وأشار إلى أن "تركيا تمكنت من إيجاد موطئ قدم على طريقي التجارة (M4) و(M5)، وما يحدث هو أن تركيا باقية بجنودها ونقاطها، لكن المعارضة لن يسمح لها بالبقاء في هذه المنطقة".

 

وقال "الإدلبي"، "لن تبقى المعارضة لسبب بسيط وهو أن هناك قرار من مجموعة أستانا بهذا الخصوص، وهو ينفذ منذ معارك أبو الظهور على مراحل، وذلك بهدف عدم إحراج تركيا وخلق مشكلة على حدودها نتيجة موجات نزوح غير مسيطر عليها".

 

وأوضح أنه "رأينا خلال تطبيق التفاهمات المتعلقة بطريق دمشق هذه النقطة بشكل واضح جداً، ولا استبعد تكرار هذه التجربة خلال تطبيق تفاهمات طريق الساحل".

 

النقاط التركية

 

وأضاف أن "تركيا ستبقى في نقاطها، ولكن المشكلة أنه لا أحد يتحدث حول أهداف النقاط التركية بشكل صريح، فالنقاط التركية لها أهمية كبيرة ما بعد الحل الشامل في سوريا، وهي لحفظ مصالح تركيا التي ستخرج غالباً بمشاركة جزئية في إعادة الإعمار".

 

وأوضح أن "الذي أفهمه من أستانا هو إيجاد شريط حدودي من الدرباسية مروراً بنبع السلام إلى درع الفرات وعفرين وانتهاء بشمالي جسر الشغور سيضم المعارضين للنظام".

 

وقال إن "تركيا تفاوض على جعله منطقة متصلة بينما يحاول الروس فصله بشتى الوسائل".

 

ووصلت أمس الأربعاء، الدورية الروسية ـ التركية المشتركة، والتي انطلقت من بلدة ترنبة غربي سراقب بريف إدلب الجنوبي الشرقي، إلى قرية عين الحور بريف اللاذقية الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة والتي تعتبر النقطة الأخيرة على خط سير الدوريات بحسب الاتفاق بين الجانبين.

 

وتوقفت العربات التركية عند نقطة عين الحور، لتكمل العربات الروسية مسيرها باتجاه بلدة عين البيضا الواقعة تحت سيطرة قوات الحكومة السورية.

 

وتشهد منطقة إدلب منذ عدة أيام تعزيزات لقوات الحكومة السورية بضوء أخضر روسي خاصة في المناطق الجنوبية منها، إضافة لإرسال الطرف التركي مزيدا من الأرتال العسكرية لدعم نقاطه العسكرية في المنطقة، في حين يترقب آلاف المهجرين ماذا سيكون مصيرهم في ظل التفاهمات الروسية التركية التي بدأت تطفو ملامحها على السطح.