رام الله ـ أحمد اسماعيل ـ نورث برس
قالت صحيفة "هآرتس" إن إسرائيل تتعامل مع سوريا- حيث روسيا هي الحاكم الفعلي وإيران هي المساعدة الثانوية- كما غزة؛ إذ تدخل إليها وتخرج دون انتظار إذن أحد، وتخرق بصورة فاضحة السيادة.
في الوقت عينه هي تحاذر من مهاجمة أهداف تابعة للحكومة السورية، خوفاً من أن تخسر إذن العمل الذي أعطته لها روسيا، بحسب الصحيفة.
لكن، بالنسبة إلى لبنان الذي سيادته مرتبطة بضبط النفس، تذكر "هآرتس" أن إسرائيل تتعامل معه بـ"رهبة" بسبب ميزان الردع في مواجهة حزب الله، وأيضاً بسبب التزامها بسياسة الاحتواء. مشيرة إلى أنه "هكذا يتصرف أعداء عقلانيون".
لكنّ الدوائر الاستراتيجية الإسرائيلية ترى أن ميزان الاحتواء يبدو أقل ردعاً أو عنفاً من ميزان الردع. فهو يمتاز بضبط النفس، والصبر، والقدرة على الاستيعاب وهو على ما يبدو غير مناسب لدولة تريد أن تلقي الرعب في قلوب التنظيمات ودول المنطقة.
بيد أن هذه أيضاً، السياسة التي تستخدمها إسرائيل حيال "حماس". على ما يبدو هي تهاجم في غزة في كل مرة يطلق فيها صاروخ في اتجاه إسرائيل، لكن عملياً قررت في كثير من الحالات استيعاب النار وعدم الرد، عندما كان الاحتواء يخدم مصلحتها السياسية أو العسكرية.
لقد تعايشت مع سيطرة "حماس" على القطاع، وحولتها إلى شريك غير مباشر في مساعي ترسيخ "تهدئة"، وتسمح بتحويل أموال بالملايين إلى قيادة "حماس"، والكلام عن القضاء على "حماس" لم يعد يُسمع منذ زمن طويل. هذه السياسة ليست مرفوضة بل ضرورية سواء في مواجهة "حماس" أو في مواجهة حزب الله، إذا كانت إسرائيل تتطلع إلى منع وقوع الحرب، بحسب الصحيفة.
في غضون ذلك، تواصل إسرائيل تعزيزاتها على الحدود الشمالية مع لبنان والتأهب لأي رد لحزب الله.
وقد مر أسبوع كامل بين الهجوم المنسوب إلى إسرائيل في دمشق، الذي قُتل فيه ناشط من حزب الله، وبين المواجهة القصيرة التي حدثت قبل ثلاثة أيام على الحدود الشمالية بين الجيش الإسرائيلي والحزب.
وخلال تلك الأيام استعدت إسرائيل لمواجهة أي سيناريو، لكنها لم تعرف ما هو السيناريو الذي سيختار حسن نصر الله تنفيذه. الآن أيضاَ ما تزال إسرائيل بحاجة إلى أن تتنبأ إذا كان نصر الله أنجز انتقامه، أو أن عليها أن تنتظر هجوماً ثانياً.