باحث أمريكي لـ"نورث برس": حزمة عقوبات قيصر الجديدة تستهدف عائلة الأسد والوجود الإيراني
واشنطن – هديل عويس – نورث برس
قال الباحث الأمريكي بيهنام بين تاليبو، من معهد "الدفاع عن الديموقراطية" لـ"نورث برس" إن معاقبة نجل الرئيس السوري ضمن العقوبات الأمريكية الأخيرة على النظام هي محاولة للتأكيد للشعب السوري على أن العقوبات لا تستهدف المدنيين بل تستهدف العائلة الحاكمة والدائرة الضيقة المستفيدة في سوريا من استمرار الحرب.
وأضاف : "أما معاقبة الفرقة الأولى فهو أمر يتعلّق بإرسال رسائل سياسية متعلّقة بحملة الضغوطات القصوى المستمر على إيران وأتباعها". لافتا إلى أن الفرقة الأولى التي تمت معاقبتها مؤخراً تنتشر عادة في جنوب وغرب سوريا وتقوم بالتنسيق العسكري مع الميليشيات الإيرانية وميليشيا حزب الله اللبنانية، وبالتالي يعتقد أن معاقبتها هي ضربة جديدة للنفوذ الإيراني في المنطقة.
كان وزير الخارجية الأمريكي مايك يومبيو، قد أعلن أمس الأربعاء، فرض حزمة عقوبات جديدة على الحكومة السورية استهدفت /14/ كيانا وشخصا إضافيين، أبرزهم حافظ نجل الرئيس السوري بشار الأسد، البالغ من العمر 18 عاما.
استراتيجيات إيران
ويرى أن إيران تتبع استراتيجيات مختلفة في سوريا ولبنان، فتحاول أن تستخدم كقاعدة لشن هجماتها العسكرية ضد اسرائيل وبناء ترسانة صاروخية وقواعد عسكرية مستغلة الفوضى والدمار والخراب الذي أصاب سوريا من جراء الحرب وبالتالي ترغب باستمرار هذا الانهيار والفشل الذي تعاني منه سوريا لتستفيد منها كقاعدة للانتشار العسكري.
أما بالنسبة للبنان فيرى الباحث الأمريكي أن إيران ترغب برؤيته يخرج من الأزمة الاقتصادية الخانقة والفوضى ليكون متنفس اقتصادي لها عبر المؤسسات الاقتصادية التي ساعدت إيران وحزب الله على تأسيسها في لبنان، "وبالتالي عقوبات قيصر الأخيرة تحاول تدمير ثنائية الاعتماد الايراني على سوريا ولبنان بأوجه مختلفة" على حد تعبيره.
"عقوبات غير كافية"
ويقول "بين تاليبو" إن العقوبات الأمريكية تؤثر إلى حد كبير في النظام وإيران إلا أنها مهما اشتدت وقست فهي غير كافية وغير حاسمة، وسيتطلب الأمر دائماً وجود أمريكي أكبر لتحقيق الأهداف التي تريد واشنطن الوصول إليها من خلال العقوبات.
ويفيد "بين تاليبو" بأن إيران باتت "ألعوبة" بيد روسيا والصين لإزعاج الولايات المتحدة ومحاربة نفوذها في الشرق الأوسط وعلى الرغم من رغبة الصين بالتقارب مع الدول العربية إلا أنها لا تزال تستخدم ورقة إيران لطرد أميركا من المنطقة، الأمر الذي بات هاجساً يشغل السياسيين الأمريكيين وقد يجبرهم على التفكير مرة أخرى في وعود الانسحاب من الشرق الأوسط.
وعن الصفقة الإيرانية – الصينية يقول "بين تاليبو" إن الصين مهتمة بالعلاقة مع إيران أكثر من اهتمامها بالعلاقة مع النظام السوري الذي بات ينظر إليه على أن بلاده تابعة لإيران وروسيا ولا جدوى من العلاقة المباشرة معه إلا للأمور الشكلية.
"حسابات أمريكية خاطئة"
ويرى أن الحديث في أميركا عن الصفقة بين إيران والصين حكمته الكثير من المغالطات فالديموقراطيون في الولايات المتحدة حاولوا إظهار الأمر وكأنه فشل مطلق للسياسات الأميركي تجاه ايران، والجمهوريين حاولوا إظهار الصفقة كأنها لا شيء ولا قيمة لها وهذا غير دقيق أيضاً، "فالصين بإمكانها الاستقلال عن أميركا وتجاهل عقوباتها والمضي قدماً في دعم إيران".
ويستبعد الباحث أن "تقوم الصين وهي بلد قومي ومصلحي جداً بإنقاذ ايران بشكل فعال أو مدها بأي موارد تذكر، أما عن حصول الصين على نفطها من إيران فهو ليس بالأمر الجديد".
"إعادة إعمار أمريكي"
وكان نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي جويل ريبيرن، قد أكد اليوم، أن الجولة الجديدة من عقوبات "قيصر" تأتي للتذكير بأن العقوبات ستبقى "سيف مسلّط على رقبة النظام والتابعين له ولذلك قامت وزارة الخارجية بضم نجل الرئيس السوري بشار الأسد، والفرقة الأولى من الجيش السوري الى العقوبات" .
وأشار "ريبرن" في مؤتمر صحفي هاتفي تابعته "نورث برس" إلى أن عقوبات قيصر لا تستهدف المدنيين السوريين ولا تتسبب في عرقلة إيصال المساعدات للشعب السوري، كما أشار إلى أن الولايات المتحدة مستعدة كذلك لإعادة إعمار المنشآت الخاصة بالمدنيين و"لكن عبر المنظمات المرخصة أمريكياً".
وقال ريبرن "رأينا مليشيات عراقية وجماعات مسلحة متطرفة يرعاها النظام الإيراني تتعامل مع النظام السوري بطريقة تنتهك روح ونصوص قانون قيصر وقرار مجلس الأمن الدولي، وبعض هذه الأنشطة نحن ننظر إليها وفقا للعقوبات الواردة في قانون قيصر".