الكاتب السوري عهد الهندي: استثمار النفط بموافقة أمريكية باب لإدخال شركات أجنبية لشمال شرقي سوريا
واشنطن – هديل عويس – نورث برس
قال الكاتب والمحلل السوري عهد الهندي لـ "نورث برس" إن توقيع عقد من أجل تطوير حقول النفط واستثمارها في شمال شرقي سوريا بين شركة أمريكية والإدارة الذاتية، جاء بعد سلسلة تطورات عقب تراجع الولايات المتحدة الأمريكية عن قرار الانسحاب من سوريا العام الماضي.
وأضاف أن قرار الانسحاب الثاني تم التراجع عنه بحجة حماية النفط، ليتبعه قرار من وزارة الخزانة الأميركية لمنح ترخيص من مكتب مراقبة الأصول الأجنبية "OFAC" لشركة أميركية تضم دبلوماسيين أميركيين سابقين ومسؤولين عسكريين لأجل تطوير القطاع النفطي لصالح الإدارة الذاتية الحاكمة لمنطقة شمال وشرق سوريا.
وأوضح "الهندي" أن القرار يهدف إلى مساعدة المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد" للتخلص من آثار قانون العقوبات "قيصر".
وكان عضو الكونغرس الأمريكي السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، المقرب من الرئيس دونالد ترمب، قد كشف أمس الخميس، إنه تحدّث إلى القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، حول توقيع اتفاقية مع شركة نفط أميركية لتطوير حقول النفط في المنطقة.
واعتبر الكاتب السوري عهد الهندي أن منح الاستثناء الأول لشمال وشرق سوريا لإدخال الشركات الأجنبية من باب الاستثمار بالنفط قد يكون فاتحة لإدخال الشركات الأجنبية إلى المنطقة بشكل أكبر، حيث تبدو الحاجة اليوم ملحة لوجود هذه الشركات أكثر من أي وقت مضى.
ولفت إلى أنه "من المقرر أن تبدأ الشركة الأجنبية عملها قريباً على معظم حقول النفط الواقعة في المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد" لإعادة تأهيلها ليتم استثمارها بطاقتها الأعظمية ولتتمكن الإدارة الذاتية من بيع النفط بشكل قانوني لأي أطراف تختارها دون الحاجة الى تصريفاً عبر تجار يعيدون بيعها سواء للنظام أو لتجار في حكومة إقليم كردستان العراق".
وأشار "الهندي" إلى أن إدارة أوباما كانت قد منحت استثناء وحيد للشركات الأمريكية التي تريد العمل بالنفط لصالح "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة" على الرغم من عدم سيطرة الأخير على أي من مصادر الثروات في سوريا.
وأٍردف أن معظم الحقول "كانت تسيطر عليها تنظيمات إرهابية مثل تنظيم الدولة الإسلامية(داعش) والنصرة أو كتائب معارضة ذات توجهات جهادية متطرفة، أو تنظيمات غير منظمة يطغى على أنشطتها طابع السرقة والتشليح والاستقواء بالسلاح"، بحسب قوله.
واعتبر الهندي أن "قانون وزارة المالية في عهد أوباما بقي كحبر على الورق ولم تتم الاستفادة من النفط السوري من قبل أي شركة أميركية، أو من جانب الائتلاف السوري المعارض الذي فشل عبر السنوات في انتزاع هذه الحقول من أيدي التنظيمات المتطرفة"، بحسب تعبيره.