رام الله – NPA
بالرغم من إيحاء قائد قوات حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان “اليونيفيل”، الميجر جنرال ستيفانو ديل كول، بأن قواته لم تتبع إجراءات جديدة في المنطقة للحفاظ على الاستقرار هناك، إلا أن الصحافي الإسرائيلي المتخصص بالشأن العسكري إيال عاليما، يؤكد لـ”نورث برس” أن هذه القوات قد غيرت عملياً من طابع أنشطتها من ناحية تكثيف دورياتها ودخولها قرى جنوبية لم تكن قد دخلتها في وقت سابق.
يأتي هذا النشاط من قبل قوات “اليونيفيل” في أعقاب توجيهات أمريكية لها في الفترة الأخيرة بضرورة تغيير بعض أنشطتها باتجاه تكثيف دورياتها ومراقبتها لهذه المناطق خلافاً لمستوى الإجراءات المتخذة في الماضي؛ مِن منطلق الحفاظ على عدم إخلال حزب الله بالقرار الأممي /1701/.
ويعتبر عاليما أن هذه الإجراءات “الجديدة” التي تنتهجها قوات “اليونيفيل” ليست سرية لأنها نابعة من شرعية عملها العلني وفق قرارات الأمم المتحدة للحفاظ على السلام في المنطقة اللبنانية على الحدود مع إسرائيل.
وبالرغم من ذلك، فإن الإعلام المحسوب على حزب الله اللبناني يحاول أن يُكذب ما تقوله إسرائيل بشأن ضغطها باتجاه تعزيز القوات الدولية لمراقبة أنشطة حزب الله، ويقول الأخير “إن اليونيفيل لم تغير شيئاً من عملها ولم تستجب للضغوط الإسرائيلية”.
في المقابل، يتابع عاليما “يبدو أن جهود واشنطن وتل ابيب كان لها نتيجة إيجابية بهذا الشأن، على الرغم من محاولة اليونيفيل إظهار كل إجراءاتها على أساس أنها مستمدة من التعليمات التي تتلقاها من الأمم المتحدة كمرجعية لها وليس من دول فُرادى، وأنها تؤدي فقط المهمة التي أُرسلت بموجبها إلى هذه المنطقة”.
ويتحدث الصحافي الإسرائيلي إيال عاليما، عن خلفية ودوافع الطلب الإسرائيلي والأمريكي من “اليونيفيل” بتشديد إجراءاتها في المنطقة اللبنانية الحدودية، من أجل منع أي نشاط لحزب الله مخالف للقرار الأممي.
ويشير عاليما إلى قلق إسرائيلي يتعاظم في الآونة الأخيرة، ما جعل تل أبيب تزيد تركيزها على أنشطة حزب الله في الجانب اللبناني من الحدود، وذلك ارتباطاً بانتشاره واستعداداته التي يتخذها في المناطق المحاذية للحدود مع إسرائيل.
ويضيف عاليما أن حزب الله يستخدم بعض الوسائل لتضليل الجميع، سواء عبر محميات طبيعية أو بيوت بلاستيكية زراعية وغيرها، لكنها في الحقيقة عبارة عن نقاط مراقبة واستطلاع يقيمها حزب الله وهذا ما يقلق إسرائيل.
وبالترافق مع ذلك، يتطرق عاليما إلى حملة سياسية ودبلوماسية تخوضها إسرائيل لإقناع المؤسسات والجهات الدولية لا سيما قوات “اليونيفيل” بخطورة ما يقوم به حزب الله. لكنه يشير إلى محدودية الجهود الأمريكية المساندة لتلك المبذولة من إسرائيل على هذا الصعيد؛ لأن واشنطن تخشى أيضاً من فقدان دورها وتأثيرها في لبنان. ولهذا هناك “حساسية كبيرة فيما يتعلق بالموقف الأمريكي حيال المخاوف الإسرائيلية”، حسب وصفه.
ولا يدور الحديث الاستخباراتي الإسرائيلي فقط عن نقاط الاستطلاع التي بناها حزب الله على امتداد الحدود، وفق ما يقوله عاليما لوكالة “نورث بريس”، بل يتجاوزه لتشكيلات ومواقع عسكرية في القرى الجنوبية وتجهيزها وبناء مخازن أسلحة وكل الإجراءات الأخرى، تحت غطاء مدني، خلافا لقرار الأمم المتحدة /1701/.
ويبين عاليما أن قوات حزب الله تقوم بهذه الاستعدادات بلباس “مدني” وليس عسكري للتغطية على ما يقوم به الحزب، مشيراً إلى أن هذا يندرج في سياق استعداد حزب الله للمعركة القادمة مع اسرائيل.
ولهذا تقول الاستخبارات الإسرائيلية إن حزب الله يستعد للمعركة مع إسرائيل في هذه المنطقة الحدودية، ما يثير قلق تل أبيب بشكل كبير. وهذا ربما يبرر الجهود لتعزيز وتكثيف أنشطة “اليونيفيل” في المنطقة لفرض القيود التي يجب على حزب الله أن يتقيد بها ولكنه ينتهكها، بحسب عاليما.
من جهته، قال مدير المركز الثقافي الروسي-العربي في سانت بطرسبرغ, مسلم شعيتو, أن الحديث الإسرائيلي عن تشديد “اليونيفيل” إجراءاتها في القرى الجنوبية اللبنانية، هو “إعلامي فقط”.
وأضاف شعيتو في حديث إذاعي أن قوات “اليونيفيل” تمارس نفس النشاط الذي تمارسه دائماً، كما أنه “لا يمكن لها أن تعرف تحديداً ماذا تقوم به المقاومة، فالأخيرة تعتمد على السكان المقيمين في القرى الجنوبية. وبالتأكيد، فإن الادعاءات الإسرائيلية لن تؤدي إلى نتيجة”، وفق اعتقاده.
وتابع شعيتو “تعيش قوات الطوارئ الدولية في حالة من الانسجام والتعايش مع سكان المنطقة اللبنانية الحدودية ولن تلجأ للأسلوب والقيام بأمور تدخل ضمن حياة السكان الخاصة، وإلا سيتم طرد هذه القوات من القرى، وتكون النتيجة غير مرضية لإسرائيل”.
ورأى شعيتو أنه لن يكون أمام إسرائيل إلا خيار آخر وهو تواجد القوات الروسية كبديل للقوات الدولية سواء في المنطقة على الحدود بين لبنان وإسرائيل، أو في الجولان بين سوريا وإسرائيل، وهذا لن يغير من الحال شيئاً، كما يقول شعيتو.